مثل أمام قاضي التحقيق للغرفة الأولى بالمحكمة الابتدائية لدائرة بريكة في باتنة، 12 فردا من عمال وإطارات مستشفى ''محمد بوضياف'' في بريكة، بين مشتبه فيه وشاهد، في واحدة من الفضائح الأخلاقية والمهنية المدوية التي يشهدها قطاع الصحة في ولاية باتنة. تعود وقائع القضية إلى أيام قليلة ماضية، عندما تعرضت فتاة قاصر لا يتجاوز عمرها 14 عاما لحادث مرور في بلدية امدوكال ببريكة، حيث أصيبت بكسور في رجلها وجروح في رأسها، مما تطلب نقلها مساء إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى المذكور، وكانت الفترة خاصة بطاقم المناوبة. وبعد أن أجرت عليها الطبيبة المناوبة الفحوصات اللازمة، وجهتها إلى مكتب مجاور لأخذ حقنة، وهناك، وجدت المشتبه فيه الرئيسي الذي لا يفوق عمره 32 سنة، والذي تزوج قبل أسابيع فقط، وكان يرتدي مئزرا، وهو عون شبه طبي لا علاقة له بمهنة التمريض، كان عاملا في مخزن، ثم في المطبخ، ثم عيّن كعون متعدد الخدمات. ومع ذلك، لم يتوان في حقنها. وحسبما أفادت به الفتاة لمصالح الأمن، فإن الحقنة سببت لها نزيفا دمويا، مما اضطر المشتبه فيه إلى إجراء تدليك لها في مكان استعمالها، وبالغ في التدليك. ولما سألته عن سبب فعلته، أكد لها بأنه يفعل ذلك من أجل أن يسري محتوى الحقنة في جسمها، لكنه ما لبث أن همّ بالاعتداء عليها جنسيا، فتعالى صراخها، وخرجت مسرعة من الغرفة إلى بهو المصلحة وبلغت عنه ذويها، الذين أودعوا شكوى لدى مصالح الأمن التي فتحت تحقيقا على الفور. وقد قامت إدارة المستشفى باتخاذ الإجراءات التي رأت من الواجب اتخاذها، كإخطار مسؤولي الصحة قبل البت في القضية من طرف مصالح العدالة، باعتبار أنها جزائية يعاقب عليها القانون. أما مصالح الأمن، فاستمعت إلى 12 فردا من الأعوان والإطارات الذين كانوا يعملون في فترة المناوبة تلك، وقدمتهم أمام مصالح العدالة، من بينهم المسؤول عن الأعوان شبه الطبيين، ورئيس مصلحة الاستعجالات، والمكلف بالمكتب الذي استعملت فيه الحقنة للمريضة. وقد وضع هؤلاء تحت الرقابة القضائية، في حين أودع المشتبه فيه الرئيسي الحبس المؤقت. أما البقية، فتم اعتبارهم شهودا. وليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها قطاع الصحة بولاية باتنة فضيحة أخلاقية، حيث سبق أن تعرضت مريضة في أحد مستشفيات عاصمة الولاية لهتك عرضها من طرف أحد الأعوان.