بالله عليكم.. ألا يستهل شباب الجزائر أن تكون بين أيديه قناة إخبارية عالمية مثل باقي دول العالم، ألا ترون ماذا يفعل ''جيش الفايسبوك الجزائري'' بأقوى قنوات العالم عندما ينتابهم الإحساس بأن خطرا ما يهدد وطنهم. إن ما قام به هؤلاء يبيّن شيئا واحدا: أن الشعب الجزائري بكل أطيافه تجاوز حكامه بعشرات السنين في المجال الإعلامي. ففي الوقت الذي تسعى فيه السلطة إلى المزيد من الغلق، يجتهد الآلاف من الشباب عبر الأنترنت لتجاوز ''المحرّمات'' من أجل الدفاع عن الوطن ما دامت السلطة القائمة عاجزة عن إيصال صوتها إلى العالم، ولا تستعمل وسائل اتصالها المتاحة سوى لتلميع صورة حكامها على المستوى المحلي الضيق. لأنها بكل بساطة فاشلة في استعمال وسائل الاتصال الحديثة. لقد بيّنت الأزمة الأخيرة في ليبيا أن الخارجية الجزائرية عاجزة بكل المقاييس عن شرح موقفها مما يدور على حدودها، وبقي الغموض يكتنف هذا الموقف الذي وإن كان موقفا مقبولا في أساسه، لأن الجزائر لا يمكنها الاعتراف بأي سلطة في أي دولة من دول العالم ما لم تتيقن من هوية الأشخاص الذين يحكمون ونواياهم وسياساتهم المستقبلية تجاه بلدنا، سوى أن هذا الموقف كان لابد أن يُشرح بكل تفاصيله عبر تنظيم ندوات تلفزيونية بحضور المسؤولين عن دبلوماسيتنا وخبراء وإعلاميين، ولكن لا شيء من هذا القبيل حدث على أرض الواقع، وتركنا المجال لمسؤولين فرنسيين يعبثون بمواقفنا الخارجية. ألم يكن بمقدور وزير الخارجية، مراد مدلسي، مثلا، تذكير آلان جوبي، مسؤول الكيدورسي، الذي قال إن موقف الجزائر مما يحدث في ليبيا يشوبه الالتباس، بأن الموقف الفرنسي هو الذي كان ملتبسا إبان ثورة تونس. وفي مقابل الصمت الرسمي، تحرك شباب الفايسبوك عبر كامل الشبكة العنكبوتية للرد على كل من سوّلت له نفسه الطعن في مواقف دبلوماسيتنا، ورأينا الجزائريين عبر آلاف المواقع يتدخلون ويواجهون بتعاليقهم كل المقالات التحريضية والمشككة في نوايا السلطة الجزائرية، كما وقفوا في وجه الفضائيات التي يطرح أكثر من سؤال حول كيفية تعاملها مع الملف الجزائري الليبي. وبعد كل هذا لا يسعنا سوى التأكيد أن وضع وسائل السمعي البصري بين أيدي المواطن الجزائري أقل خطرا من أن يبقى بين أيدي السلطة، التي وإن استمرت بهذا الشكل فإنها إعلاميا ستصبح تشكل خطرا أمنيا، ليس فقط على بقائها، بل وأيضا على أمن البلد ككل. [email protected]