كشف مدير مركز البحث في الطاقات المتجددة، معيوف بالهامل، أمس، في حوار ل''الخبر''، بأنه لا يمكن لفرنسا أن تقدر بأنه لا يوجد أي خطر إشعاعات نووية بعد الانفجار في موقع ماركول النووي في الجنوب، لأن مثل هذه المخاطر لا تظهر عواقبها إلا بعد سنوات في مكان الحادث والبلدان المجاورة. مع تعرض موقع ماركول النووي بجنوب فرنسا للانفجار، هل هناك خطر محتمل للإشعاعات على الجزائر؟ الطاقة النووية دائمة الخطر، وهو ما لمسناه في انفجار المفاعل النووي فوكوشيما في اليابان، وتسبب هذا الحادث في تغيير البرنامج النووي لليابان كليا، وحدث نفس الشيء في بعض البلدان الأوروبية كألمانيا وسويسرا، اللتين تراجعتا عن برامجهما النووية. ولهذا، فالطاقات النووية تحتاج لدراسات عملاقة واحتمال إدراج التكنولوجيا. ولو أن لها عامل الإيجابي، فالخطر يبقى كبيرا، والجزائر لها طموح في الطاقة النووية، إلا أننا نستعين بالغاز الطبيعي أساسا كمصدر لتوليد الكهرباء بأقل سعر من الوسائل الأخرى، وأملنا هو توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، لأنها طاقة نظيفة وغير مكلفة. ولا يمكننا إنتاج الطاقة عن طريق المفاعلات النووية، لأنها تحمل الكثير من المخاطر المخفية. الكل متخوف من خطر الإشعاعات النووية، وفرنسا تطمئن بأن لا خطر، فهل تتأثر الجزائر بالإشعاعات إن وجدت؟ العلاقة الإشعاعية بحسب الموقع الجغرافي لفرنسا مع الجزائر، تؤكد بأننا لسنا بعيدين عن الجنوب الفرنسي. ولا يمكن لفرنسا مهما كانت لديها من التكنولوجيات الحديثة والدقيقة أن تقول إن الخطر الإشعاعي يساوي صفرا. وسبق أن وقعت حادثة تشيرنوبيل، وبعد 30 سنة تبين بأن المرضى بالتنفس تعرضوا لإصابات بسبب التسربات الإشعاعية، فالتأثير كان على كل أوروبا بسبب السحابة التي تبقى وقتا طويلا في الغلاف الجوي. وكان التأثير على عدة بلدان مجاورة. ولكن فرنسا تنفي وجود إشعاعات وخطر؟ نحن نقول إن الطاقة النووية تشكل خطرا دائما، لأن خطر هذه الحوادث يبقى، ولو كان للمستغلين مستوى عال من التطور، ومهما كانت الاحتياطات المتخذة. وأضيف بأن من يتحكمون في التقنيات النووية لا يمكنهم التأكيد بأنهم يتحكمون فيها بشكل تام، لأن البلدان المتطورة جدا كاليابان وألمانيا يجب أن تزيد من درجة الحيطة والحذر. وماذا عن استعمال الطاقة النووية في الجزائر؟ لو رفعنا كل احتمالات وجود الخطر للمفاعلات النووية، سيكون سعر الكهرباء مرتفع جدا، والطاقة النووية تصلح في الصحة وميادين علمية معينة، لكن في الجزائر، فإن كل ما يتعلق بإنتاج الكهرباء فالأفضل هو الغاز الطبيعي لأنه هو الحل الأقل خطرا وتكلفة وهو صديق للبيئة.