الناتو يحذّر من استيلاء المتطرفين على ليبيا أعلن زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، عن تأييده للثورات الشعبية التي يشهدها العالم العربي، مبرزا بأن سقوط الزعماء العرب الموالين للغرب سيمكن من الحكم بالشريعة الإسلامية، وبدء عصر الإسلام الحق. ومن جهته حذر الأمين العام لحلف الناتو فوغ راسموسن من خطر انتشار الإسلام المتطرف في ليبيا، إذا لم يتم تشكيل حكومة مستقرة في البلاد في أقرب وقت. جاءت كلمة الظواهري، في تسجيل بث عبر الإنترنت، تحت اسم ''فجر النصر الوشيك'' ومدته 62 دقيقة، مرفوقا بتسجيل صوتي آخر لزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وتزامن مع الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر، حيث قال الظواهري ''تمر بنا هذه الأيام عشر سنوات على الغزوات المباركات في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا.. ذلك الحدث الهائل الجبار الذي هز أركان الصليبية العالمية، ولا زال يهزها هزا.. مرت عشر سنوات انتصرت فيها الأمة المسلمة بمجاهديها على الاستكبار الصليبي انتصارات متتاليات''. وان استهل الظواهري تسجيله بذكرى هجمات 11 سبتمبر، فإنه خصص جزءا من نفس التسجيل للتطورات التي يشهدها الشارع العربي من خلال الانتفاضات التي مست كلا من تونس ومصر وليبيا التي لم تنتهي فيها الحرب بعد، في حين تتواصل في كل من اليمن وسوريا. وعبر الظواهري عن دعم القاعدة للانتفاضات الشعبية التي أطاحت بأنظمة تونس ومصر وليبيا، داعيا الشعوب العربية للإطاحة بحكامها المتعاونين مع الغرب، حيث قال: ''الزلزال العربي الجبار المبارك المنتفض جاء ليقلب حسابات أمريكا رأسا على عقب''. وأضاف أن ''الشعوب العربية تريد الإسلام وحكمه، وأمريكا والغرب يعاديان''، معربا عن الأمل في أن تفضي الثورات العربية إلى إسلام حقيقي وحكومات تستند إلى الشريعة. ثم تساءل: ''تحررت الشعوب العربية من قيود الخوف والرعب، فمن الذي كسب، ومن الذي خسر؟''. ويقول عند تعرضه لمقتل أسامة بن لادن ''الجهاد متصاعد، والثورات العربية يتجلى وجهها الإسلامي العربي، بعد استشهاد الشيخ أسامة رحمه الله''. ووقف الظواهري في كلمته عند كل من مصر وليبيا وسوريا، حيث قال بخصوص مصر: ''هناك حرب تدور في مصر لمنع الإسلام من الحكم لمحاولة إقامة دولة لا دينية فيها''. كما حيا إسقاط القذافي، لكنه انتقد مشاركة الحلف الأطلسي في العملية، وقال ''لا تسمحوا للناتو الصليبي أن يخرجكم من قهر لقهر، ومن ذل لذل''. واتهم زعيم القاعدة النظام السوري بارتكاب ''جرائم بشعة'' ضد شعبه، داعيا السوريين إلى الاستمرار في انتفاضتهم، حتى يتم إسقاطه. وقال الظواهري إن ''النظام البعثي الطائفي المجرم، الذي حمى حدود إسرائيل لمدة 44 عاما، لم يرم خلالها عليهم حجرا واحدا، يرتكب جرائمه البشعة بحق أهلنا وإخواننا''، في سوريا ''التي تحولت إلى بقعة حمراء من الدماء والأشلاء والأنقاض''. وأضاف الظواهري ''يكرر بشار اليوم في حماة، وفي سائر مدن سوريا، جرائم أبيه ضد حماة (في العام 1982)''. وحذر بن لادن في الكلمة الشعب الأمريكي من أن ''يصبحوا رهائن في أيدي'' الرأسمالية والشركات الكبرى. وقال ''أصحاب تلك الشركات تجار حروب، وهم الذين أخذوا أموالكم بحيل شتى لتمويلها، حتى أوشكتم على الإفلاس''. لكنه لم يتطرق في كلمته إلى ما يعرف باسم الربيع العربي. من جانب آخر حذر أمين عام حلف الناتو، أندرس فوغ راسموسن، من خطر انتشار الإسلام المتطرف في ليبيا إذا لم يتم تشكيل حكومة مستقرة في البلاد في أقرب وقت. وقال راسموسن، في حديث لصحيفة ''ديلي تيليغراف'' البريطانية، ''لا يمكننا استثناء احتمال أن يحاول المتطرفون انتهاز الفرصة في ظروف غياب السلطة''. ويرى مراقبون أن ليبيا ستشهد خلافات كبيرة بشأن مشروع المجتمع الجديد، بين التيار الإسلامي بشقيه المعتدل والمتطرف وبين التيار العلماني. وتأتي في هذا السياق دعوة الإخواني علي الصلابي لمحمود جبريل رئيس حكومة المجلس الانتقالي أن يقدم استقالته، ويترك الليبيين و''القوى الوطنية الحقيقية'' يبنون مستقبل بلادهم.