من المقرر أن يقدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم، طلب عضوية دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة، وهو بحاجة لتأييد تسعة من الأعضاء ال15 لمجلس الأمن الدولي حتى يتم إقراره. وحتى الآن أعلنت خمس دول هي البرازيل والصين ولبنان وروسيا وجنوب إفريقيا عن عزمها التصويت لصالح انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية. إلا أن الولاياتالمتحدة، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أعلنت أنها ستستخدم حق النقض الذي تتمتع به إذا دعت الحاجة لاعتراض المسعى الفلسطيني. من جهة أخرى، وقعت مجموعة من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية لائحة مساندة لمطلب الفلسطينيين في إنشاء دولة ذات سيادة. وقدم أصحاب اللائحة 50 سببا لإقناع أصحاب القرار بنيويورك في الإقبال على منح الفلسطينيين دولتهم، حسب نص لائحة نشر أمس على موقع ''لو نوفل أوبس'' الفرنسية. ومن الأسباب المقدمة لإقناع الرأي العام الإسرائيلي والدولي، نقرأ أن إقرار الدولة الفلسطينية سوف ''يؤكد الهوية الإسرائيلية كدولة يهودية، صهيونية وديمقراطية'' ويدعم لائحة 1947 التي تقر إنشاء دولتين لشعبين. غير ذلك ''تتدهور العلاقات مع مصر وتركيا والولاياتالمتحدة والعالم بأسره''. كما يفتح تأسيس دولة فلسطين المجال لاعتراف عربي بدولة إسرائيل، تضيف اللائحة. من جانب آخر يساعد ذلك ''على مواصلة مفاوضات جادة وعادلة بين دولتين، عوض التفاوض بين دولة وسلطة'' بإنهاء سياسة الاستيطان التي ''أفسدت وأضعفت كثيرا إسرائيل''. ويساهم إنشاء الدولة الفلسطينية في ''التعايش بين العرب واليهود في إسرائيل''، خاصة وأن ''أمن إسرائيل وفلسطين متشابك''. الدولة الفلسطينية ستحدد نهائيا الحدود و''تُسكت أولئك الذين يقاطعون إسرائيل ويعلنون عليها الحرب''. وقتئذ يكبر وينتعش ''في تل أبيب وفي القاهرة ودمشق جيل جديد لا يعرف الخوف الذي تغذيه الحكومات''. غير ذلك يجب على إسرائيل أن تمنح للفلسطينيين حقوقهم المدنية، بما فيها حق التصويت في الكنيست (البرلمان). بل أكثر من ذلك، ''الفلسطينيون يمثلون شعبا في حاجة إلى دولته''، قد ينهي التطرف اليهودي والفلسطيني في آن واحد. ويعتبر أصحاب البيان أن ''من يفكر في حياة أولادنا يجب أن يفكر في معاناة جيراننا''، ناهيك عن الفرص الاقتصادية الممنوحة للإسرائيليين في المنطقة والمتوقفة بسبب النزاع القائم. وقد تساعد الدولة الفلسطينية أيضا على تطهير المياه الجوفية وتحقيق المصالحة التاريخية بين الشعبين، لأن إسرائيل تمثل الحاجز الأساسي بين الفلسطينيين واستقلالهم، فلماذا تمنح دولة لجنوب السودان وليس للفلسطينيين؟ وينبه الموقعون في الأخير إلى خطورة سيناريو يوغسلافيا الذي سيؤدي حتما إلى نهاية إسرائيل. ويري الموقعون أن الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضي وأي حل آخر يقود إلى ما هو أخطر. من جانبها، دعت رئيسة الحزب العمالي الجديدة، شيلي ياسيموفيتش، الحكومة الإسرائيلية إلى الاعتراف بدولة فلسطين، جنبا إلى جنب مع إسرائيل، كخاتمة للمفاوضات. ويشار إلى أن هذه الأخيرة أطاحت بوزير الدفاع السابق أمير برتز. بينما راحت معظم الصحف الإسرائيلية تثني على موقف الرئيس الأمريكي أوباما الرافض لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم.