إقامات في وضع كارثي وعجز في التأطير وضغط في المقاعد البيداغوجية حذر الاتحاد الطلابي الحر من سنة جامعية بيضاء، بسبب المشاكل المتراكمة التي يعيشها القطاع، وكشف عن وضعية ''كارثية'' في مراكز الإيواء والإطعام، وتأخر غير مبرر في ترميم الإقامات الجامعية، مقابل عجز كبير في التأطير ومنحة جامعية في حاجة إلى إعادة النظر، ما جعله يؤكد أن نجاح الموسم الجامعي الجديد مرهون بتدخل الوزير. انتقد الاتحاد الوطني الطلابي الحر، خلال نزوله ضيفا على ''الخبر''، الوضع العام للجامعة، بسبب تدهور حالة الإقامات والمراكز الجامعية، وما نتج عنه من غياب للأمن رغم تعميم استعمال البطاقة المغناطيسية التي تبقى غير مجدية، حسبه، ما لم يتم توسيع استعمالها في جميع المرافق الموجودة داخل الإقامات لتحسين ظروف معيشة الطالب. وقال الأمين العام للاتحاد، مصطفى نواسة، في هذا الإطار، بأن الدخول الجامعي لهذا الموسم لا يختلف عن سابقيه من ناحية المشاكل المطروحة، خاصة ما تعلق بالتأخر الكبير في انطلاق عملية التحضير، ناهيك عن الضغط المسجل في عدد المقاعد البيداغوجية في عدة ولايات، على غرار العاصمة وبومرداس وعين الدفلى وخنشلة والمدية ووهران وقسنطينة. وحسب المتحدث ذاته، فإن عملية ترميم الإقامات الجامعية تشهد تأخرا غير مبرر، وهو أمر ربطه بعدم نجاعة السياسة ''التجميلية'' التي تبناها ديوان الخدمات الجامعية، حسب نواسة، التي لم تعالج عمق المشاكل الحقيقية التي تواجه الطلبة. وبصفة عامة، يضيف، فإن مستوى الخدمات المقدمة لا يرقى إلى حجم الأموال المرصودة للقطاع. وكشف ممثل الاتحاد عن مراسلات وتقارير تم إيداعها على مستوى إدارة الديوان ووزارة التعليم العالي تحذر من هذا الوضع، وتطالب بضرورة التدخل لتدارك النقائص المسجلة بهدف ضمان دخول جامعي عادي. وأضاف بأنه لولا الخرجات الميدانية التي قادت الوزير حراوبية، مؤخرا، إلى عدد من المراكز والمؤسسات الجامعية، لكان موسم هذا العام الأسوأ منذ سنوات. واستغرب محدثنا من حركة التحويلات التي مست، مؤخرا، مدراء الإقامات الجامعية تبعا لقرار المديرية العامة للديوان تعيين مديرات على رأس الإقامات الخاصة بالطالبات، في وقت مازال الاختلاط موجودا في عدد من الإقامات في ولايات كل من بجاية وعنابة ووهران وعين تموشنت، وهو تجاوز خطير، يضيف، لتعليمات رئيس الجمهورية الذي شدد قبل سنوات على التعجيل في الفصل بين الجنسين، ما جعله يشدد على أن إصلاح القطاع لن يتحقق دون تأهيل الإقامات وإعادتها إلى الطاقة النظرية والطبيعية لها، ما يؤهلها لتكون فضاء علميا بجميع المعايير الأكاديمية. وبالنسبة لعلاقة الاتحاد، باعتباره شريكا يمثل الطالب، بمسؤولي المؤسسات الجامعية، قال مصطفى نواسة إن عددا من هؤلاء يتجاوب سلبيا مع الانتقادات والملاحظات المطروحة، وفي كثير من الأحيان يلجأ مسؤولو القطاع إلى الضغط على رؤساء الجامعات للتضييق على العمل النقابي، من خلال تهديد الطلبة وجرهم إلى أروقة المحاكم، ما اعتبره عائقا كبيرا في طريق تحقيق التنسيق الذي من المفروض أن يكون بين مختلف أطراف الأسرة الجامعية لتغليب لغة الحوار ومعالجة النقائص والثغرات المسجلة. واستشهد محدثنا بالمشاكل الكبيرة التي تشهدها جامعة الشلف، بسبب غياب التنسيق بين رئيسها وممثلي الاتحاد. أما فيما يخص المشاكل البيداغوجية، كشف نواسة عن عجز كبير في التأطير، رغم المجهودات التي بذلت لمعالجة النقص المسجل، خاصة في تخصص اللغات على مستوى كل الجامعات، وأشار أيضا إلى ضعف مستوى بعض المؤطرين، حيث شدد على ضرورة مضاعفة الجهد تماشيا مع التحفيزات الكبيرة التي استفاد منها الأساتذة وعلى رأسها الزيادات المعتبرة في الأجور. وتحدث ممثل الاتحاد عن مشكل تم تسجيله خاصة على مستوى المدارس التحضيرية، ويتعلق الأمر بلغة التدريس التي تقتصر على الفرنسية، حيث يجد الطلبة القادمون من مختلف مناطق الوطن صعوبة كبيرة في متابعة الدروس، مقابل الشروط القاسية المعتمدة في هذه المدرسة، حيث يتم طرد الطالب الذي يفشل في اجتياز عامي الجذع المشترك دون أن تمنح له فرصة ثانية. وطالب الاتحاد في هذا الإطار بتعريب العلوم بطريقة أكاديمية مثلما هو حاصل في جميع البلدان العربية، على غرار الأردن التي تعتمد اللغة العربية في الجامعات الطبية. مقابل ذلك، تحدث نواسة عن الظروف الاجتماعية الصعبة للطالب، وشدد على ضرورة التعجيل في رفع المنحة الجامعية التي مازالت قيمتها بعيدة عما هو معمول به في الدول الأخرى.