اعتبر الدكتور حمود صالحي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا، أن المظاهرات الاحتجاجية ضد سيطرة المصارف والشركات الكبرى على الاقتصاد الأمريكي، ظاهرة جديدة على المجتمع الأمريكي، مشيرا إلى أن المبادرين بها تأثروا بما شهده العالم العربي من ثورات. كما أكد أن الإعلام الأمريكي يعمل على تشويه صورة المتظاهرين ويحاول تقديمها على أنها مظاهرات للأقليات. وأكد الدكتور حمود صالحي في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، بأن الاحتجاجات التي تشهدها الولاياتالمتحدة حاليا هي ''ظاهرة جديدة نوعا ما، فعادة ما تجري المظاهرات تحت تأطير من نقابات عمالية وبطريقة منظمة وعادة ما تدفع أجور للمتظاهرين''، ويضيف قائلا: ''لكن الجديد هذه المرة أن المظاهرات تجري في إطار شعبي وتلقى استجابة من قبل الجماهير التي تعاني من الأزمة الاقتصادية، خاصة الطبقة المتوسطة، إضافة إلى أن من يقودها ينتسبون إلى التيار اليساري المعتدل''. ووقف الدكتور صالحي في تحليله لما يجري من احتجاجات غير مسبوقة في الولاياتالمتحدة، عند التغطية الإعلامية لهذه المظاهرات، فحسبه، لم تكن هناك تغطية حيادية، وحتى المتظاهرون لا ينظرون بعين الرضا إلى هذه التغطية، واستشهد بصورة نشرتها جريدة ''لوس أنجلس تايمز'' مرفوقة لمقال تناول الاحتجاجات في عدد أمس، ''يبرز فيها رجل ذو بشرة سوداء غاضب إلى جانبه امرأة متحجبة، حتى يعطوا الانطباع بأن هذه المظاهرات لديها ارتباطات بمطالب الأقليات، خاصة أن الإسلام لديه صورة سيئة، فوسائل الإعلام تقدم صورة غير مناسبة ولا تخدم المظاهرات''. إضافة إلى أن الصورة المأخوذة عن المتظاهرين أنهم يقودهم يساريون وبطالون وخرجوا عن النظام المعمول، به يقول المتحدث. وفي رده عن سؤال حول تأثير ما حدث من ثورات في الوطن العربي في ما تشهده الولاياتالمتحدة، رد قائلا: ''الصور التي شاهدناها في المظاهرات بالولاياتالمتحدة من نصب خيام والساحة التي تقام بها الاحتجاجات وتنفيذ الاعتصامات إلى غاية إيجاد الحلول، هو نموذج لما شاهدناه في القاهرة وفي باقي الدول العربية التي شهدت الثورات، والتي لاقت تغطية إعلامية واسعة في الولاياتالمتحدة، الأمر الذي ترك صدى في الشارع الأمريكي''. وبالرغم من أوجه الشبه التي ذكرها الدكتور صالحي وتنامي شعبية هذه المظاهرات، إلا أنه قدّر بأنه لن تصل إلى مستويات عليا وستفرض تغييرا جذريا، لأن الولاياتالمتحدة بلاد يحكمها القانون ولا يمكن لمظاهرات منظمة خارج القانون أن يكون لها أثر مباشر، غير أنه استدرك بأنها سيكون لها تأثير غير مباشر، حيث ستدفع بأصحاب المؤسسات الكبرى إلى إعادة النظر في طريقة التوظيف. وأشار إلى أنه بالرغم من مستوى البطالة المرتفع الذي تعرفه الولاياتالمتحدة، حيث تقول التقديرات غير الرسمية إنه وصل إلى 20 بالمائة، غير أن المؤسسات تحقق أرباحا كبيرة. ويشار إلى أن المظاهرات ضد السياسة المالية والتوظيف بدأت رقعتها في الاتساع، حيث انتقلت من نيويورك إلى العديد من المدن الأمريكية، وكان حي ''وول ستريت'' المالي في مدينة نيويورك قد شهد تظاهرة احتجاجية شارك فيها حوالي 5 آلاف محتج، تحت شعار ''لنحتل وول ستريت''، حيث تعتبر هذه التظاهرة هي الأكبر منذ بدء الاحتجاجات قبل19 يوما.