رحب تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، الذي يحتجز أربعة رهائن فرنسيين، خطفهم في النيجر قبل أكثر من تسعة أشهر، بالإعلان عن انسحاب قريب لمئات الجنود الفرنسيين من أفغانستان، وأبلغ وسيط قبلي وكالة فرانس برس بأن ''الرهائن في صحة جيدة'' لكن الخاطفين أضافوا مطلبا يتعلق بفدية لا تقل عن 90 مليون أورو. ذكرت الوكالة الفرنسية، نقلا عن وسيط مفاوض، أن ''الإعلان عن انسحاب قريب لقوات فرنسية من أفغانستان، قد رحب به خاطفو أربعة رهائن فرنسيين''، وكان هذا الانسحاب واحدا من الشروط التي طرحها تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' للإفراج عن الرهائن. وأكد هذا المصدر من جهة ثانية أن ''الرهائن الفرنسيين على ما يرام''، وأضاف ''هذا ما قاله لنا الخاطفون'' حيث يعتقد بأنهم قاموا بتفريقهم إلى عدة مجموعات في أماكن مختلفة. وقد أعلنت فرنسا قبل أسبوع أن ''بضع مئات'' من الجنود الفرنسيين سيغادرون أفغانستان قبل نهاية السنة، وتنقل الوكالة الفرنسية أن المفاوضات الجارية تتم من قبل النيجر بدعم من مالي، على ثلاثة مستويات ''رئاسة الجمهورية، سلطات جهوية، وثلاثة وسطاء رئيسيين بينهم عسكري فرنسي سابقا''، وبحسب الفرنسيين فإن ''المفاوضات تسير بشكل جيد، خصوصا وأن الخاطفين لم يحددوا أي فترة زمنية محددة، وهو ما يعني حسبهم أن الرهائن يوجدون في صحة جيدة''. ويحتجز تنظيم القاعدة أربعة فرنسيين رهائن هم في عداد مجموعة من سبعة أشخاص خطفوا في 16 سبتمبر 2010 في موقع أرليت لاستخراج اليوارنيوم في شمال النيجر لحساب مجموعة أريفا النووية الفرنسية. وفي 24 فيفري أفرج عن ثلاثة رهائن (فرنسية وتوغولي وملغاشي) قرب نقطة التقاء على الحدود بين الجزائر ومالي والنيجر، أحد مسارح عمليات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث عمد الأخير شهر أفريل إلى بث شريط فيديو لرهائن ''يتوسلون'' الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لسحب قواته من أفغانستان، إلا أن باريس سارعت إلى رفض هذا الطلب. ويبدو أن الحكومة الفرنسية تسير نحو تليين موقفها من شروط الخاطفين، حيث ردت باريس قبل أشهر على شروطهم بالقول ''إنها لن تسمح لعناصر خارجية بأن تملي عليها سياستها الخارجية'' بعد أن طالب زعيم التنظيم في تسجيل صوتي بانسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان. وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة ميشال اليو ماري في بيان ''فرنسا لن تقبل أن يملي عليها أحد من الخارج سياستها''.