توفيت سيدة ظلت لأربعة أشهر تعاني مع نهش الدود لجسمها بمستشفى علي بوسحابة بخنشلة، بعد تدهور مفاجئ في صحتها. السيدة البالغة من العمر 42 سنة وأم لطفلين، كانت قد نقلت من بلدية أولاد رشاش، 22 كلم جنوب ولاية خنشلة، قصد علاجها من جرح متعفن، يخرج منه الدود. الحادثة وقعت قبل أسبوع، وتركت حزنا كبيرا وسط أفراد أسرة الفقيدة وسكان خنشلة. وحسب مصادر طبية، تعود الحيثيات إلى شهر جويلية الماضي، عندما نقلت المرأة إلى المستشفى وعرضت على الأطباء الجراحين الذين شرعوا في العلاج بقسم الطب الباطني للنساء. وكانت المريضة قد طالبت الهيئة الطبية الجراحية المحلية والوطنية بالتدخل قصد إسعافها بإجراء عملية جراحية على التقرحات الجلدية العفنة التي يخرج منها الدود، لكن لم تلق آذانا صاغية، حتى الهيئة الطبية الصينية رفضت علاجها بحجة أنهم يتقززون من هذه المناظر، أما الهيئة الطبية الجزائرية فلم تقم بأدنى واجب عدا بعض الأدوية التي لم تشفها، لتقوم الممرضات بعلاجها تقليديا. وظلت الضحية تعاني من المرض الذي أصابها في ظهرها، وسبب لها شللا نصفيا حتى وافتها المنية. وحسب رئيس الجمعية الوطنية للأخطاء الطبية، فإن هذه السيدة واحدة من ضحايا ''الإهمال'' في مستشفياتنا، مطالبا بتأسيس جمعية ولائية للدفاع عن حقوق هؤلاء الذين يعدون بالعشرات في ولاية، الهياكل الاستشفائية فيها أكثر من الخدمات المقدمة للمرضى العاجزين عن العلاج عند الخواص أو خارج الولاية. وفي اتصال معها، نفت رئيسة مصلحة الطب الباطني للنساء بالمستشفى نفيا قاطعا أن يكون سبب وفاة السيدة (ط. ف) طبيا بل نفسيا، حيث تم التكفل بها وقامت الهيئة الطبية والجراحية وشبه الطبي للمستشفى بمتابعتها حتى شفيت تماما من مرضها، حيث زارها زوجها وبعد أن غادر القاعة التي ترقد فيها المتوفاة أصيبت بحالة نفسية، وراحت تصرخ، ولم تفصح عن السبب، الأمر الذي جعل الطبيب يقرر نقلها إلى مصلحة الإنعاش التي لفظت بها أنفساها بعد 3 أيام من الانطواء. وبخصوص مرضها، تحدثت رئيسة المصلحة ل''الخبر'' أنها دخلت إلى المستشفى مريضة بتقرحات جلدية على مستوى الظهر، وتم عرضها على جراحين أجانب بالمستشفى الجديد 120 سرير، إلا أن البعثة الطبية رفضت علاجها لأسباب تبقى مجهولة، وتمت إعادتها إلى المستشفى القديم التي ظلت به حتى فارقت الحياة.