قال السفير الإيطالي بالجزائر، جيانباولو كانتيني، إن العلاقات التاريخية بين الجزائر وإيطاليا، والدور الذي لعبته هذه الأخيرة في دعم الثورة الجزائرية، من خلال شخصية أنريكو ماتيي، تسمح للبلدين بتفعيل العلاقات الثقافية. قدم السفير كانتيني، أمس، خلال زيارته لمقر جريدة ''الخبر''، الكتاب الصادر عن المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر، والذي ضم أشغال الندوة التي انعقدت يوم 7 ديسمبر 2010 بالجزائر العاصمة، وتناولت إسهامات ماتيي في دعم الثورة الجزائرية، وشاركت فيه عدة شخصيات وطنية منها وزير الداخلية دحو ولد قابلية الذي تحدث عن ''أنريكو ماتيي والثورة الجزائرية''. واعتبر السفير الإيطالي بالجزائر، جيانباولو كانتيني، صدور هذا الكتاب كمساهمة إيطالية للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. وأوضح أن إسهام إيطاليا لمساعدة الجزائريين خلال حرب التحرير تجسد من خلال الدور الذي لعبه أنريكو ماتيي. وقال: ''لقد مد ماتيي الحكومة المؤقتة بعدة وثائق رسمية ساهمت في نجاح المفاوضين الجزائريين في إيفيان''. معتبرا أن ما قام به ماتيي ''يعد بمثابة صفحة مشرفة للعلاقات بين البلدين''. وكشف السفير الإيطالي بالمناسبة أنه قام بمراسلة والي الجزائر العاصمة، وطرح عليه فكرة تدشين ساحة تحمل اسم أنريكو ماتيي، على أن يتم لاحقا التفكير في تدشين ساحة مماثلة في روما، متوقفا بالمناسبة عند الدعم الذي قدمته الحكومة الإيطالية خلال الثورة لدعم تحركات ممثل جبهة التحرير الوطني بروما المرحوم الطيب بولحروف. وبخصوص الكتاب الصادر حديثا باللغتين الإيطالية والفرنسية، قال جيانباولو كانتيني إنه محاولة لتدوين صفحة من التعاون بين البلدين، من أجل فتح آفاق مستقبلية. وأضاف أن السفارة تنظم، يوم 16 نوفمبر الجاري بالمركز الثقافي الإيطالي، ندوة لمناقشة مضمون الكتاب. وبالمناسبة، قدم السفير كتابا آخر باللغتين العربية والإيطالية، يؤرخ لسفارة إيطاليا بالجزائر منذ أن اقتنتها الدولة الإيطالية سنة ,1953 وتحدث عن مختلف الأشغال والترميمات التي أجريت عليها، منها إعادة تأهيل المسرح كفضاء متعدد الوظائف. وفي نفس السياق، تحدث ضيف ''الخبر'' عن أهم المشاريع الثقافية التي تشارك فيها سفارة إيطاليا بالجزائر، منها إعادة ترميم عدد من المواقع الأثرية القديمة التي تعود للعهد الروماني، منها موقع جميلة الأثري. للعلم، توفي أنريكو ماتيي يوم 27 أكتوبر 1962 في ظروف ما تزال مجهولة، إثر تحطم طائرة كان على متنها. وفي العام 1972 أخرج السينمائي الإيطالي فرانشيسكو روسي فيلما حول ظروف موته، وحاز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان ''كان'' الدولي للسينما. وكشف روسي لأول مرة عن وجود نوايا إجرامية تدعمها أطراف مجهولة، كانت تقف وراء حادث تحطم الطائرة التي أودت بحياة ماتيي.