أوصى أساتذة وباحثون، في ختام أشغال الملتقى الدولي حول ''الدين والعولمة''، أول أمس، بضرورة احترام الأديان وعدم انتهاك حرمتها، وحثّوا الشعوب الإسلامية على ''الاستفادة من العولمة وتجنّب سلبياتها''. كما شهد الاختتام تكريم عدد من علماء إيران الذين نزعوا عباءاتهم وارتدوا البرنوس الجزائري. اختُتمت، مساء أول أمس، أشغال الملتقى الدولي حول ''الدين والعولمة''، الذي نظّمته، على مدى يومين، جامعة الجزائر1 بالشراكة مع جامعة طهران، بإقامة الدولة جنان الميثاق، بالجزائر العاصمة، بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين من الجزائروإيران وتونس وسوريا وقطر والسودان. وأوصى المشاركون في الملتقى، بضرورة ''الاستفادة من ظاهرة العولمة وتجنّب سلبياتها''، وحثّوا الشعوب الإسلامية على تقبّل الآخر والابتعاد عن انتهاك حرمة الأديان، كما دعوا إلى ''ربط الأمّة بلغتها وتاريخها للتصدّي لأعدائها، والعناية بترجمة الكتب الإسلامية للغات العالمية ونقل الكتب الهامة إلى العربية، وتفعيل الدراسات التي تُعنى بالحضارة الإسلامية، إضافة إلى عقد ملتقيات علمية دورية مشتركة بين الجزائروإيران، وبين غيرهما من الدول العربية والإسلامية''. احتفاء بإيران وشهد حفل الاختتام، الذي حضره ممثّل رئيس الجمهورية محمّد علي بوغازي، تكريم المشاركين في أشغال الملتقى، سيما الأساتذة الإيرانيين، الذين نزعوا عباءاتهم التي ترمز إلى رجال الدين الشيعة، وارتدوا البرنوس الجزائري. من جهته، قال رئيس جامعة الجزائر1، عبد القادر حجار، إن الهدف من الملتقى يتمثّل في تنشيط الحركة الثقافية في الجزائر، وتمكين الطالب من التعرّف على ما يدور حوله والالتقاء بمختلف الأساتذة. مضيفا أن المحاضرات ستصدر قريبا في كتاب. لكن الملتقى الذي عُقد بإقامة الدولة كان شبه ''مغلق''، حيث تغيّب عنه الطلبة الجامعيون، باستثناء بعض طلبة الدراسات العليا، وهي الملاحظة التي وجّهتها ''الخبر'' لرئيس الجامعة، الذي برّر ذلك بكون الملتقى يُعقد لأوّل مرّة، واعدا بفتحه على الطلبة في المرّات المقبلة. وأضاف المتحدّث أن الملتقى يمثّل ثمرة اللجنة المشتركة العليا بين الجزائروإيران، التي أوصت خلال اجتماعها لعام 2010، في شق التعاون العلمي والأكاديمي، بعقد لقاءات دورية بين جامعتي الجزائروطهران، مردفا أن هذه الملتقيات ستشمل مختلف المجالات العلمية والأدبية والتقنية، ولن تنحصر في موضوع ''الدين والعولمة''. نقاش حول الإعلام والعولمة وكانت أشغال اليوم الثاني قد تطرّقت لجملة من المواضيع السياسية والاجتماعية الاقتصادية، بينا حضي موضوع الإعلام والعولمة بمساحة هامة من النقاش، حيث قدّمت الأستاذة خديجة بريك في مداخلتها المعنونة ''مفهوم عولمة الإعلام والاتصال''، الخطوط العريضة لهذا المصطلح، الذي قالت إنه لم تظهر سوى محاولات قليلة لتحديد مفهوم، في الوقت الذي لاقت فيه العولمة بمختلف مظاهرها الكثير من البحث والدراسة، مشيرة إلى أن هذه المحاولات اتّسمت بالاستقطاب الحاد بين تيارين، أولهما يؤيّدها بحماس ودون تحفّظ، باعتبارها تدعم التدفّق الحر للمعلومات وحق الاتصال، والثاني يرفضها بشدّة وينظر إليها على أنها تنفي التعدّدية الثقافية. أما الأستاذ بكلية الإعلام في جامعة أم درمان الإسلامية، الدكتور بدر الدين أحمد إبراهيم محمد، فاختار الحديث عن علاقة الأخلاق بالإعلام، متسائلا:من يحكم الآخر؟ ليجيب بأن الأخلاق هي المعيار الوحيد الذي يحكم ما يُقدّم في وسائل الإعلام. مضيفا أن انفتاح عوالم المعرفة والمعلومات على مصراعيها، أدى إلى زيادة المطالبة بالرقابة وظهور مواثيق الشرف المهني والتشريعات المنظّمة لمهنة الإعلام.