قال الدكتور عمار مساعدي، عميد كلية العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة، إنّ تنظيم جامعة الجزائر 1 للملتقى الدولي حول ''العولمة والدِّين'' بالاشتراك مع جامعة طهران، يهدف إلى الكشف عن الأبعاد الحقيقية للعولمة وأثرها على المجتمع الدولي بصفة عامة والمجتمع العربي والإسلامي بصفة خاصة في كلّ المجالات: الثقافية، التربوية والاقتصادية من وجهة النّظر العلمية البحتة، ويدخل في إطار التعاون العلمي بين الجامعتين. أوضح عميد كلية العلوم الإسلامية بالخروبة ،في تصريح خصّ به ''الخبر''، أوّل أمس، بأنّ المؤتمر يغلب عليه الطابع الأكاديمي، نتيجة اتفاق بين الجامعتين، بعد عدّة زيارات متبادلة بين الطرفين. مشيراً إلى أنّ جامعة الجزائر 1 اختارت كلية العلوم الإسلامية من بين ثلاث كليات، لتجربتها في تنظيم المؤتمرات الدولية (13 ملتقى دولياً). وأفاد الدكتور مساعدي بأنّ ملتقى ''العولمة والدِّين'' سيحضره 17 محاضرا دوليا، منهم 6 أساتذة باحثين من الجزائر و11 عالما وفقيها ورجال دين وأساتذة باحثون (سُنّة وشيعة) من إيران وتونس وسوريا ومصر والسودان وقطر وأمريكا، مضيفاً أنّ موضوعات الملتقى هي علمية أكاديمية، تمّ اختيارها من طرف اللجنة العلمية بعد دراسة كلّ محتويات الملتقيات حول ذات المضمون، مؤكّداً أنّها من اقتراح الجزائر وبإشرافها وتنظيمها. وحسب المعلومات الواردة إلينا من مصادر غير رسمية، فإنّ كلّ المحاضرات تركّزت حول المتغيّرات الجديدة الّتي أفرزتها العولمة على الصعيد الاقتصادي والفكري، حيث يحاول الملتقى الإجابة على جملة من التساؤلات، من خلال البحث عن الظاهرة من حيث إيجابياتها وسلبياتها، وما إذا كانت نعمة أو نقمة على الأمم والشعوب، وعن ماهية أهدافها الحقيقية، وعن ما إذا كان للعولمة تصوّر شامل لهوية الإنسان ولوجوده وسعادته ودينه؟ وإن وجد ذلك التصور في خيالهم أو حتّى لو تجسّد على أرض الواقع؛ هل يتطابق مع مصالح الشعوب والأمم أو يتصادم معها؟ وللإجابة على هذه التساؤلات، حسب مصادرنا، فقد قُسِّم الملتقى إلى ثلاثة محاور رئيسية: الأوّل حول الأديان في عصر العولمة، تعدّدها وواقعها والعلاقة بينها وبين العولمة. والمحور الثاني حول تحديات الفقه الإسلامي في ظلّ العولمة، والذي يسلّط الضوء على قضايا الأسرة والمرأة، وعلى الفقه الجنائي الإسلامي، وأيضاً على فقه المعاملات المالية بين المبادئ الإسلامية، أمّا المحور الثالث والأخير في هذا الملتقى، فقد خصِّص للقيم الأخلاقية في عصر العولمة، موقعها بين الدِّين والعولمة ودور الخطاب الإسلامي في ترسيخها، وأيضاً البعد الإعلامي للعولمة، وأخيراً آفاق العلاقة بين الدِّين والعولمة. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الملتقى يأتي في وقت يشهد العالم بروز ظاهرة العولمة على الصعيد الدولي، حاملة شعار التغيير والإصلاح وإعادة هيكلة المجتمع البشري، ضمن إطار خاص يسعَى إلى إقامة نمط موحّد وعام لكلّ الأنظمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية السّائدة في العالم، وتحويل العالم إلى قرية كونية يعيش فيها كلّ البشر في ظلّ قوانين وأعراف وثقافة واحدة.