أحيا أول أمس، عشاق أغنية الشعبي، الذكرى الثالثة والثلاثين، لرحيل شيخ المدرسة العنقاوية العتيقة، الحاج محمد العنقى، الذي وافته المنية في 23 نوفمبر سنة 1978 بحضور تلاميذ الشيخ ونجله عبد الهادي العنقى، بالإضافة إلى محبي أغنية الشعبي، وذلك في حفل نظمته مؤسسة فنون وثقافة بنادي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية. أعادت ذكرى رحيل العنقى جمهور العاصمة، بمدرج عيسى مسعودي، إلى العصر الذهبي لأغنية الشعبي، بعد أداء تلاميذ الشيخ أشهر أغانيه رفقة الجوق الموسيقي تحت قيادة خالد سفيان. واستهل السهرة التي دامت قرابة ساعتين من الزمن، أحد حاملي مشعل المدرسة العنقاوية جمال الشايب، الذي هزّ المدرج بأجمل الأغاني، خاصة عند أدائه الأغنية التي كانت تبكي الجزائريين عند سماعها في الستينيات، ''مابقاش استعمار في بلادنا''، فوقف الجمهور مصفقا مع كل مقاطعها، ليتبعها برائعة ''الحمام اللي ربيتو مشى عليّ''، والتي يحفظها الشباب عن ظهر قلب، رغم أنه لم يعش أيام الحاج العنقى، لينهيها بأغنيتين، الأولى ناطقة باللغة الأمازيغية، والثانية ''قالوا لعرب قالو''. وأبدع أحد أحسن تلاميذ العنقى، الفنان الشعبي عبد القادر شرشام، في الفقرة الثانية من الحفل، لدى تقديمه قصيد ''صالح باي''، ليمتع بعدها الحضور بقصيد ''هاجت لفكار''، التي لقت تجاوبا كبيرا، ليليه أحد محبي العنقى، رغم أنه لم يتتلمذ على يديه، الفنان عزيوز رايس، الذي أدى طقطوقاته الخاصة، وقصيد جديد حمل عنوان ''لا تدنى لحقوق الناس''، كلمات كمال طواهرية، إلى جانب أغنية الراحل ''المقنين الزين''.