تمرّ، اليوم، الذكرى ال33 لرحيل أحد أعمدة أغنية الشعبي، الحاج امحمد العنقى، الذي ستحتفي به الأسرة الفنية الجزائرية، سهرة غدٍ، في حفل تكريمي تنظمه مؤسسة ''فنون وثقافة'' لولاية الجزائر، بالتعاون مع الإذاعة الوطنية، بمركبها الثقافي عيسى مسعودي، وينشطه كوكبة من الفنانين، على غرار عزيوز رايس، عبد القادر شرشام، جمال شايب وغيرهم. الحاج امحمد العنقى، واسمه الحقيقي محمد إيدير آيت أوعراب، من مواليد 20 ماي 1907، ببلدية القصبة في الجزائر العاصمة، ينحدر من أسرة متواضعة، يعود أصلها إلى قرية تفرسيفت التابعة لبلدية فريحة ولاية تيزي وزو، والدته فاطمة بنت بوجمعة، ووالده محمد بن حاج سعيد، الذي لم يدّخر جهدا في تربيته وتعليمه، وكذا تسوية حالته المدنية بعد ولادته، بسبب خاله الذي قدّم نفسه لمصالح البلدية، آنذاك، على أساس أنه خاله، قائلاً: ''أنا خالو''، وهي المعلومة التي لم يفهمها عون الحالة المدنية، فراح يسجله باسم محمد إيدير حالو آيت أوعراب. يعد الحاج امحمد العنقى أشهر عازفٍ ومؤدٍّ لأغنية الشعبي، ما جعله يتبوأ الصدارة طيلة مشواره الفني، حيث أصبح من أكبر الملحنين والفنانين الجزائريين، وقد تتلمذ على يده العديد من عشاق هذا اللون الغنائي الأصيل، إلى أن وافته المنية يوم 23 نوفمبر 1978 بالعاصمة، عن عمر ناهز 71 سنة، تاركًا وراءه زخما فنيا مميزا في الكلمة واللحن والأداء. فعلاوة على إتقانه الضرب على ''الدف''، والعزف على آلتي ''العود'' و''الموندولين''، نجده صاحب كلمات 350 أغنية، سجل زهاء 130 منها، نذكر من أشهر ما أدّى: ''الحمام اللّي ربّيتو مشى عليّا''، ''الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا''، ''سبحان الله يا لطيف''.. وغيرها من الأغاني التي أهّلته لافتكاك لقب ''الشيخ'' وهو في ريعان الشباب.