شهدت السهرة ما قبل الأخيرة، للمهرجان الدولي للمالوف، وقوف فرقة فرنسية على ركح المسرح الجهوي بقسنطينة، لم تثنها اللغة والعادات، عن تقديم عرض موسيقي أندلسي ممزوج بطابع الفلامينكو، أثار إعجاب الحضور الذين غصت بهم القاعة عن آخرها، ليقدم بعدها سليم فرفاني أروع ما أبدعه المالوف القسنطيني خلال عقود. لم تكن اللغة عائقا أمام قائد جوق الطرب العربي، لمعهد العالم الفرنسي ''مارك لوبويت''، الذي عبّر وبكل طلاقة عن أفكاره الفنية وعن حبه للعود وللآلات العربية وكل ما له علاقة بالتراث الموسيقي الأندلسي، في ندوة صحفية عقدها، أول أمس، بنزل البانوراميك. وكان الحفل الذي أحيته ''الأندلسيتان'' متنوعا ما بين عزف الفلامينكو والأندلسي والشرقي، حيث ازدان العرض باللمسات السحرية وإيقاع الزومبرا، الذي رقصت على نوطاته لاورا كليمنتي، والرقص الشرقي المتميز للراقصة الفرنسية سيلفي شابال، ومختلف الإيقاعات الأخرى لآلات شرقية، عربية وكلاسيكية، ومقاطع غنائية متميزة، على غرار ''أملأ يا مدير''، ونوبة رمل المايا، على مدار ساعة ونصف، لم ينقطع فيها الجمهور القسنطيني الحاضر بقوة عن التصفيق. الجزء الثاني من الحفل، كان من تنشيط الفنان سليم فرفاني، حيث أطرب الحضور بأدائه المتميز ل ''لازال ظهرك سعيد''، ''برب الذي فرج على أيوب''، ''دير الحمية'' و''هذا الذي قد هويته''، وغيرها من وصلات ومقاطع المالوف ، التي تجاوب معها الجمهور الحاضر وصفق طويلا لها.