الفرنسيون و الإسبان يجمعون العائلات الوهرانية في قعدة «زمان الأنس الأندلسي» تزامنا و الاحتفالات العالمية بالموسيقى التي تصادف كل سنة أول أيام الصيف يوم 21 جوان منذ 30 سنة ،نظم المركزان الثقافيان الفرنسي و الإسباني و لأول مرة سهرة الأربعاء الماضي حفلا فنيا على شكل قعدة موشحات أندلسية مرافقة بالفلامينكو في قاعة المغرب التي تسع لأكثر من 900 شخص امتلأت عن آخرها بالعائلات. ما ميز الإحتفال باليوم العالمي للموسيقى هذا العام هو التنافس الأوروبي الجزائري لأول مرة لإحياء هذه المناسبة حيث نظمت جمعية الأفق الجميل حفلا في الهواء الطلق لمجموعة من الفرق الهاوية و التي ينتمي أغلبها للجمعية كما برمجت البلدية حفلات متواضعة على مستوى بعض القطاعات الحضرية بينما انفرد الأوروبيون بحفل مميز لم تعرف مثله وهران منذ مدة حيث إستمتع الجمهور الذي حضر الحفل بقاعة المغرب بموشحات عادت به لزمان الأنس بالأندلس و زمان ولادة و ابن العربي و ابن زيدون من خلال المقاطع التي أدتها المطربة رعد بوحسون من سوريا و هي مغنية عالمية للموشحات الأندلسية و ساعدها رقة صوتها و عذوبة عزفها على العود حيث أنها تلحن كل القصائد التي تؤديها و شارك وعد غناءها و شذاها المطرب الإسباني «كيرو بينانا»و هو يؤدي قصائد الموشحات الأندلسية على وقع طبع الفلامينكو حيث انتقلت معه رعد للغناء على أنغام القيتارة التي كان يعزف عليها شقيق المطرب «كارلوس بينانا» و رافقهم أيضا في تعبير جسدي الراقص الإسباني «ميغال أورانقو» .للعلم فقد إفتتحت السهرة بمقاطع موسيقية للطفلة ياسمينة درماش التي لا يتعدى سنها 14 عاما و لكنها تعزف على القيتارة بشكل رائع و لم تكتف بهذا بل أضافت بعض الأغاني الغربية التي تواكب إيقاع الآلة الموسيقية . للعلم بدأ الإحتفال بالموسيقى سنة 1982 بفرنسا في تعبير عن فرحة جماهيرية بدخول الصيف و كذا محاولة جعل الموسيقى عاملا لمحو الفروقات و مكافحة كل أشكال التمييز و الأساس هو جعلها فرحة جماهيرية و أصبحت اليوم تعبر عن حوار الحضارات كما قال مدير المركز الثقافي الإسباني بوهران خلال كلمة الإفتتاح .