قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف منع استيراد المصاحف من عدد من دور النشر العربية، تتعمد في كل مرة طباعة كتاب الله منقوصا من الآيات ويتضمن أخطاء مطبعية ''تتسبب في إحداث الفتنة'' في الجزائر. وتم وضع قائمة سوداء باسم دور نشر لبنانية وسورية ومصرية، حتى لا تستورد منها بشكل نهائي دور النشر الجزائرية المختصة. أفاد المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية عدة فلاحي، أمس، بأن ''منع استيراد المصاحف تم بناء على نتائج تحقيق أعدته الوزارة وثبت فيه تكرار ورود أخطاء مطبعية ونقص في عدد صفحات المصاحف المستوردة من دول المشرق العربي''. وأضاف المتحدث في تصريح ل''الخبر'' بأنه ''وعلى العكس مما تم تداوله، لم تمنع الوزارة استيراد المصاحف من الخارج بشكل نهائي، بل إن الأمر يتعلق أساسا بمنع استيرادها من عدد من دور النشر في الخارج''. واعتبر عدة فلاحي بأن ''الوزير بوعبد الله غلام الله أعطى أوامر صارمة بتحديد قائمة سوداء باسم وعنوان ونوع الأخطاء التي تتكرر مع كل دار نشر عربية يتم استيراد المصاحف منها، وعدم تقديم تصريح لها فيما بعد''. وتعتمد لجنة المتابعة والتدقيق في المصاحف سواء المطبوعة في الجزائر أو في الخارج، على ضبط القائمة النهائية التي احتوت لحد الآن على أربع دور نشر أغلبها من لبنان. وأشار المستشار الإعلامي عدة فلاحي إلى أن ''أغلب المصاحف التي تطبع في الجزائر تكون سليمة من الأخطاء المطبعية واللغوية، على عكس المستوردة منها، وهو ما تم الوقوف عليه من خلال بلاغات وشكاوى من عدة مديرين للشؤون الدينية عبر الوطن''. واعتبر محدثنا بأن الأخطاء التي تتكرر تتسبب في إحداث الفتنة، وهو ما لا تريده الوزارة أن يحدث أو يتكرر، ولهذا أخذت على عاتقها قرار منع استيراد المصاحف نهائيا من دور النشر التي تتضمنها القائمة السوداء. وعلّق عدة فلاحي على ما أثير حول منع الوزارة لاستيراد المصاحف من الخارج بشكل نهائي بقوله ''لا أحد يمكنه أن يصدر قرارا من هذا النوع، سواء بالنسبة للمصاحف أو الكتب الدينية الأخرى، لكن الوصاية لها صلاحية منع الاستيراد من دور نشر محددة واستبدالها بأخرى تتمتع بالمصداقية والاحترافية''. وحدّدت وزارة الشؤون الدينية مسؤوليتها في مراجعة المصاحف والتدقيق اللغوي فيها، قبل الترخيص لها بالدخول إلى الجزائر وتداولها في الأسواق والمساجد، وعلى الرغم من أن سوريا ولبنان ومصر مشهود لها بجودة طباعتها للمصاحف، إلا أن أخطاء وقعت مؤخرا، أثارت الكثير من المشاكل والاحتجاجات ما جعل القرار النهائي يصدر عن الوزارة الوصية لغلق باب الفتنة، على حد قول المتحدث. وسبق ل''الخبر'' أن انفردت بنشر عدد من أسماء دور نشر لبنانية تحديدا، سوّقت مصاحف أغلبها كان منقوصا من الصفحات والآيات، ومنها ما تم فيه الخلط بين الصفحات في السور، كما أن منها ما كان على غلافه نجمة داوود، وحدث ذلك في كل من الجلفة وباتنة على التوالي. وقررت وقتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف سحب المصاحف من التداول قبل أن تصدر لجنة التحقيق نتائجها في القضية.