لا يزال كتاب الله ضحية ضعف أداء مصالح المراجعة لوزارة الشؤون الدينية إذ اكتشف مواطنو الجلفة مؤخرا كتبا قرآنية يتم تداولها حاليا "مجانا" منقوصة و مبتورة و مختلطة في السور و الأحزاب رغم أن هذه المصاحف تحمل عبارة "تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية" و عبارة "تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية". و قد استغرب كل من تكلمت "وقت الجزائر" إليهم حجم الأخطاء التي تحملها الكتب المتداولة حاليا بالجلفة و التي تتعدى السهو المطبعي إذ لمسنا بتر صفحات كاملة في إحدى الكتب التي تنتقل مباشرة من الصفحة 448 إلى الصفحة 481 من سورة القصص إلى سورة الأحزاب و من الحزب 39 إلى الحزب42 و اختلاطا آخر يبتر 13 حزبا كاملة في حين شمل كتاب آخر حذف سورة القصص كاملة و تداخل ما بين سور النمل و العنكبوت إضافة إلى عدة إختلاطات أخرى هي في حد ذاتها فضيحة لبلد مسلم. و اغرب ما في الأمر هو أن هذه الكتب ليست مستوردة من دول عربية كسوريا و لبنان كما سبق و أن تم اكتشافه مؤخرا بل مطبوعة محليا بمطابع جزائرية هي "مطبعة الجيش" و المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية" و تحمل ختم وزارة الشؤون الدينية موجهة للتوزيع المجاني تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية كما هو مدون عليها. و يبقى التساؤل قائما عن مدى نجاعة مصالح المراجعة التابعة للوزير غلام الله في ظل وجود مثل هذه الأخطاء التي طالت كتاب الله خاصة و أن عملية الطبع قد تمت محليا و بمطابع جزائرية لم تكلف نفسها عناء التدقيق في عمليات الطبع قبل توزيع هذه المصاحف على نطاق واسع بما أنها نسخ مجانية.