قال الله تعالى: {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ} الأنبياء:.37 يقول العلامة ابن كثير في تفسيره: قوله تعالى: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} كما قال في الآية الأخرى: {وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} الإسراء:,11 أي: في الأمور. قال مجاهد: خلق الله آدم بعد كلّ شيء من آخر النّهار، من يوم خلق الخلائق فلمّا أحيَا الروح عينيه ولسانه ورأسه، ولم يبلغ أسفله قال: يا ربّ، استعجل بخلقي قبل غروب الشّمس. فالله تعالى يُملي للظالم حتّى إذا أخذه لم يُفْلِته، يؤجِّل ثمّ يعجّل، وينظر ثمّ لا يؤخّر؛ ولهذا قال: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي} أي: نقمي وحكمي واقتداري على مَن عصاني {فَلا تَسْتَعْجِلُونِ}. من هدي خير الخلق ''السّاعي على الأرملة...'' عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''السّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله''، وأحسبه قال: ''وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر'' رواه مسلم. قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله''، المراد بالساعي الكاسب لهما: العامل لمئونتهما. والأرملة من لا زوج لها، سواء كانت تزوّجَت أم لا، وقيل: هي الّتي فارقت زوجها.