أسدل الستار عن الفصل الأول لبطولة الاحتراف في الجزائر بسلوكات انحرافية، واستغل الرائد والوصيف تسليط الضوء عليهما في فترة ''قمة المشاهدة'' لجعل ختام ''المسرحية الكروية'' مهازل مبكية. وما تبع ''طيش'' محترفي الكرة كان أعظم من عرض الخزي فوق الميدان، فانتزع ''كبار'' مسؤولي الأندية المحترفة أدوار البطولة ممّن داسوا على الفكر الواعي بأقدامهم، وراحوا ينشرون غسيلهم ''القذر'' على مرأى الجمهور الرياضي، ونزل الوزير والقائد بالفكر الاحترافي إلى ما هو أدنى من فكر متقاذفي الكرة. حين نرى بأن الاحتراف في ثاني موسم له بالجزائر لم يغيّر في شيء ديكور الكرة الجزائرية، ولم تحذف منه كل المشاهد المشينة المتوارثة عن العهد الهاوي لممارسة اللّعبة، وحين نقف مرة أخرى على انتهاء مباريات نخبة الأندية الجزائرية ''المحترفة'' على وقع اللكمات والركلات وتبادل الشتائم، وحين يحمل أيضا ''نخبة'' الأندية المحترفة ''مشعل العار''، وتسقط عنهم أقنعة لم تناسب وجوههم، ندرك فعلا بأن عيب الكرة الجزائرية يكمن أصلا في الهرم وليس في القاعدة. المشهد يا سادة، مثلما اجتهد في إخراجه عصارة عشريات من المتمرّسين في تسيير شؤون كرة القدم ونخبة من مسيري قطاع الرياضة في الجزائر، عبارة عن ''دراما'' كروية فضحت البطل في آخر مشاهد العرض الكروي، فباتت رسالة الختام مغايرة لما اقتضاه تسلسل الأحداث، فخرج ''كبارها'' عن النص، وحلّ التجريح والإهانة والسب والشتم محلّ إرساء قيم الرياضة وبعث الروح الرياضية ولمّ الشمل والارتقاء بالمستوى إلى أعلى الدرجات. إن أخذ الحديث عن الضرب والسب والشتم حصة الأسد إعلاميا، والتشكيك في نزاهة الأندية والحكّام ومسؤولي الرابطة والاتحادية، والتلميح بتواطؤ قوات الأمن في كل ما هو تصرّف غير رياضي وغير أخلاقي، والتهديد والوعيد بإعادة الصاع صاعين، والنزول بالذوق العام إلى شجار الشوارع، يجعلنا نقرأ الفاتحة على كرتنا ونقطع أي خيط أمل كان يربطنا بمستقبل أفضل للكرة الجزائرية في عهد ما سمّته الاتحادية ''عنوة'' عهد الاحتراف. ما قدّمه الرائد والوصيف لرابطة الاحتراف الأولى، هو قمّة التحريض على العنف، وهو أيضا أصدق دليل على أن الإعلام والجمهور الرياضي ملائكة وليسوا شياطين مثلما يصوّرهم للرأي العام ''شياطين الكرة''، ويجعلنا ذلك نقتنع بما لا يدع مجالا للشكّ بأن فرضية إعادة بناء الكرة الجزائرية بكل معالمها من القاعدة إلى القمّة خاطئة، وبات من ذهب إلى القول يجب ''قطع رأس الحيّة'' عين العقل.. فإذا كان ربّ البيت للطّبل ضاربا.. فلا تلومن الصبية إذا رقصوا. [email protected]