استطاع وفد الجامعة العربية المراقب، بعد طول انتظار، من الدخول لمدينة حمص السورية، أمس، حيث تمكن الوفد العربي المكون من خمسين شخصية عربية من لقاء المحافظ غسان عبد العال، في الوقت الذي ندد المرصد السوري لحقوق الإنسان من لندن بما أسماه عمليات التضليل المنتهجة من طرف النظام، في إشارة إلى سحب أكثر من 11 دبابة من أحياء مدينة حمص في مقدمتها حي بابا عمرو، الذي اشتهر في الفترة الأخيرة بالاشتباكات بين المتظاهرين والجيش السوري الحر وقوات الأمن السورية. و أشار المرصد بهذا الشأن أن استمرار المظاهرات في المدينة خلف، أمس، أكثر من عشرين قتيلا، في الوقت الذي قدرت وسائل الإعلام الفرنسية عدد المتظاهرين بأكثر من 70 ألف شخص تم تفريقهم بالغازات المسيلة للدموع. وفي غضون ذلك، أشار رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية، السوداني محمد أحمد الدابي، أمس، أن الوفد المراقب لن يمتثل لأي تعليمات من طرف السلطات السورية، في إشارة إلى المرافقة الأمنية المفروضة من طرف النظام السوري، والتي، كما قال، لن تمنع أعضاء الوفد من الاطلاع على حقيقة الأوضاع، مشيرا في ذات السياق أن البعثة حصلت على الضوء الأخضر من طرف السلطات للعمل بكل حرية مثلما ينص عليه البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية. وتبعا لهذا الاتفاق، من المقرر أن يزور الوفد المراقب عددا من بؤر التوتر في مختلف المدن السورية، حيث سيتم تقسيم الوفد إلى خمس بعثات من عشر شخصيا، تتجه غدا إلى مناطق الاحتجاج بداية من إدلب، حماه، القامشلي، بانياس ودير الزور. من جانبه، اعتبر رئيس الوفد أن صياغة التقرير ستكون بعد استكمال الزيارة التفقدية لكل هذه المناطق والحديث مع كل الفعاليات السياسية المعارضة والناشطين في مجال حقوق الإنسان والأهالي، مشيرا في سياق حديثه أن الأطراف المعنية بالصراع متجاوبة مع وفد الجامعة من خلال التواصل، مؤكدا أن التقرير لن يعبر عن آراء ومواقف الشخصيات المشكلة للوفد، بقدر ما يسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات والشهادات من المعنيين من سكان المدن السورية، للسماح للجامعة بتشكيل صورة حقيقية عن الوضع ومدى التزام النظام السوري بتجسيد بنود الاتفاق، من وقف العنف واحترام حق التظاهر وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. من جهته، شكك رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، في قدرة الجامعة العربية على تنفيذ بنود المبادرة، داعيا مجلس الأمن لتبني المبادرة والإشراف على الوفود المراقبة.