حمّل الرئيس السوداني، عمر البشير، نظام العقيد المقتول القذافي مسؤولية المعاناة التي تعيشها ليبيا حاليا، موضحا أن بلاده تأتي في المرتبة الثانية من حيث المعاناة من نظام القذافي بعد الشعب الليبي، على حد قوله. وقال البشير الذي وصل، أمس، إلى طرابلس في زيارة هي الأولى منذ سقوط نظام القذافي: ''نحن نقول إن الشعب الليبي كان الأكثر معاناة، وكنا نحن رقم اثنين في المعاناة من ذلك النظام''. ولفت البشير إلى أنه جاء إلى ليبيا ''وكأنه يزورها لأول مرة بقلب منشرح وبشوق للقاء الإخوة والأحبة''. وأكد الرئيس السوداني أن بلاده حريصة كل الحرص على استقرار وسلامة وأمن ليبيا. وقد انتقدت منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' الزيارة، وقالت إنها تثير أسئلة بشأن مدى التزام القيادة الليبية الجديدة بحقوق الإنسان وحكم القانون. وكانت العديد من المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان قد انتقدت الدول التي استقبلت البشير منذ صدور مذكرة الاعتقال بحقه في 4 مارس .2009 وصرح مسؤول ليبي لوكالة ''رويترز'' أن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، استقبل البشير في مطار طرابلس. وقال ريتشارد ديكر، مدير العدالة الدولية بمنظمة ''هيومن رايتس ووتش'': ''الترحيب بالبشير يثير تساؤلات بشأن إعلان المجلس الوطني الانتقالي التزامه بحقوق الإنسان وحكم القانون''. وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن البشير يرافقه وفد رفيع المستوى يضم مساعده نافع علي نافع، ووزير الرئاسة بكري حسن صالح، ووزير الخارجية علي كرتي، ومدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا، ومحافظ البنك المركزي محمد خير الزبير. وكان البشير كشف، بعد مقتل القذافي، أن بلاده دعمت الثوار الليبيين بالأسلحة في قتالهم ضد نظام معمر القذافي، لترد بذلك على دعم النظام الليبي السّابق لحركة التمرّد في إقليم دارفور. وأقر رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبد الجليل، خلال زيارته للخرطوم في نوفمبر الماضي، أن السودان دعم المجلس بالمال وأرسل أسلحة وذخائر إلى الثوار الليبيين أثناء قتالهم ضد نظام القذافي.