تعرف الأشغال بقاعة السينما الكوليزي أو الجمال، وسط مدينة تلمسان غير بعيد عن قلعة المشور، الترتيبات والروتوشات الأخيرة من قبل المؤسسة المكلفة بإعادة تأهيل القاعة التي تعدّ معلما سينمائيا بالمدينة، وتعتبر أول القاعات في العهد الكولونيالي وبعد الاستقلال، إذ استضافت المغني الفرنسي الشهير شارل أزنافور في الخمسينيات، وعرض بها فيلم ''الوصايا العشر'' في بداية الستينيات، الذي يتطرّق إلى حياة سيدنا موسى عليه السلام، من بطولة شارلتون إستون وجيل برينار. قاعة الكوليزي التي ظلت مغلقة منذ أكثر من ثلاثين سنة تقريبا، اكتست حلة جديدة بعد أشغال التوسيع والتهيئة، إذ أصبحت تتوفر قاعة العرض على طابقين بسعة 900 مقعد بتكييف مركزي، وتوجد بها غرفة أنيقة مجهزة بأحدث تقنيات العرض السينمائي. وحسب رئيس دائرة السمعي البصري لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، السيد عبد الكريم أيت أومزيان، في تصريح ل''الخبر''، فإن العرض المرتقب للفيلم الخامس والعشرين والمنتج في إطار التظاهرة بعنوان ''أجانب على أرضنا'' لمخرجته مريم حميدات، سيعرض نهاية هذا الشهر، ولأول مرة بقاعة الجمال التي تعود إلى جمهور الفن السابع بعد غياب ثلاثين سنة من الغلق والإهمال. ويلقي فيلم ''أجانب على أرضنا'' الضوء على حياة بعض المعمرين الذين عاشوا في فترة الاستعمار الفرنسي بتلمسان. وقال عبد الكريم أيت أومزيان إنه تبقى ثلاثة عروض وثائقية سينمائية لم تسلم ولم تعرض بعد، ويتعلق الأمر بعمل حول الفنان التشكيلي مسلي، وآخر حول ابن خلدون لشرقي خروبي، وسيدي بومدين شعيب للمخرج عبد الرحمان بن عروسي، مردفا ''ثم ستقوم دائرة السينما في الأسابيع الأولى من شهر فيفري المقبل بتنظيم بانوراما سينمائية، يعاد من خلالها عرض كل الأعمال السينمائية التي أنتجت وعرضت خلال تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، وعددها ثمانية وعشرون عملا سينمائيا''.