اختيار الإخواني سعد الكتاتني رئيسا لمجلس الشعب المصري قررت أحزاب التحالف الديمقراطي، بالتنسيق مع حزب النور السلفي، في مصر، اختيار سعد الكتاتني، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، رئيسا لمجلس الشعب المصري. وهو الترشيح الأقرب إلى حسم المقعد لصالح جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أن هذه القوى تمثل ما لا يقل عن 70 بالمائة من أعضاء البرلمان. وفي سياق مواز، أعلن اللواء محسن الفنجري، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في 15 أفريل المقبل. أكد المحامي صبحي صالح، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين وعضو لجنة التعديلات الدستورية الأخيرة في مصر، في تصريح خاص ب''الخبر''، مباشرة بعد انتهاء اجتماع القوى الوطنية المصرية، مساء أمس، أن اختيار الكتاتني رئيسا لمجلس الشعب المصري راجع لكونه الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، ولشهرته وتجربته الرائدة، وكذلك لمؤهلاته وخصائصه الشخصية التي تجعله أكثر الأشخاص تأهيلا لقيادة هذا الموقع. وقال المتحدث إن حزب الحرية والعدالة، الحاصل على نصف مقاعد مجلس الشعب، سيسعى لإشراك جميع الأحزاب الليبرالية في مناصب قيادية بالمجلس. وأضاف: ''ليس لدينا تحفظ على مشاركة الأحزاب الليبرالية معنا، وسنتعاون معهم جميعا''، مؤكدا أن ''مصر بعد 25 يناير هي مصر قلب العروبة النابض وبلد العرب جميعا، وأن من أولوياتهم انتهاج سياسة عربية وإسلامية''. كما كشف صبحي صالح عن نية الإخوان زيارة الجزائر في الفترة المقبلة وإعطاء أولويات للعلاقة بين البلدين، قائلا: ''علاقتنا بالجزائر جوهرية للغاية وتاريخية، وتبقى الجزائر مركز ثقل مهما في المغرب العربي، وإن موقعها وموردها وتاريخها النضالي دليل على ذلك''. وحول علاقة الإخوان المسلمين في مصر بحركة مجتمع السلم، قال صبحي إن ''العلاقات بيننا طبيعية، وبيننا أرضية مشتركة مع الجزائر، خاصة أننا جميعا كنا سعداء بعد عودة الجزائر إلى هويتها الإسلامية والعربية بعد الثورة التحريرية المجيدة، وبيننا وبين الجزائر تاريخ وحضارة ودين مشترك تزيد اللحمة بيننا''. وأضاف: ''أعتقد أن من أولويات حزب الحرية والعدالة، الاهتمام بالمحيط العربي، لأن هذا جزء من هوية مصر، وإلى إذابة الجليد الذي وضعه النظام السابق مع بعض الدول العربية والإسلامية''. وأكد صبحي صالح أن التحالف الديمقراطي التزم بالإرادة الشعبية في اختياره رئيس مجلس الشعب من الحزب الحاصل على الأغلبية البرلمانية، وسيتم اختيار وكيلين من الحزبين اللذين حصلا على الترتيب الثاني والثالث في الانتخابات، وهما حزبا النور السلفي والوفد. وحتى الآن لم يتم تحديد أسماء وكيلي مجلس الشعب، ومن المتوقع أن ترأس الأحزاب الليبرالية بعض اللجان في مجلس الشعب بناء على النسبة مع إعطاء الأولوية للخبرة والكفاءة. والجدير بالذكر أن أول اجتماعات مجلس الشعب المصري المنتخب بعد الثورة سيكون في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وقبل الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، وهي جلسة إجرائية سيتم فيها اختيار، رسميا، رئيس المجلس والوكلاء، ومن المتوقع أن يلقي المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خطابا سيعلن فيه انتقال السلطة التشريعية من القوات المسلحة إلى مجلس الشعب المنتخب، وسيعلن الجدول الزمني لانتخابات رئاسة الجمهورية.