أحد الموقوفين كان يتكفل بنزع الألغام على مستوى الحدود لاستخراج ''تي.أن.تي'' توقيف 19 شخصا من بينهم عشرة صيادين كانوا يستعملون المتفجرات للصيد فككت مصالح الدرك بولاية مستغانم عصابة مشكلة من 19 شخصا كانوا يتاجرون بالمتفجرات، حيث تم حجز ما يقارب 26 كيلو غرام من المتفجرات المستعملة في المحاجر، و53 لغما مضادا للأفراد، تعود للعهد الاستعماري، وكان أفراد الشبكة يقومون بجلب الصواعق من المغرب وإعادة بيعها مع المتفجرات لصيادين لممارسة الصيد بالمتفجرات الممنوع. روى المقدم محمد بن حميدة، قائد المجموعة الولائية، بمقر المجموعة الولائية للدرك في مستغانم، مختلف المراحل التي قادت مصالحه رفقة محققين من المصلحة المركزية للتحقيقات الجنائية بقيادة الدرك الوطني بالشرافة لوضع حد لنشاط شبكة خطيرة كانت تتاجر بالمتفجرات، دون الاكتراث من الاستعمالات الممكنة لهذه المادة الخطيرة. فبعد ورود معلومات لمصالح الدرك عن وجود شبكة تتاجر بكميات معتبرة من المتفجرات، قررت مصالح الدرك بمستغانم اختراق الشبكة، من خلال قيام ضابط بلعب دور شخص يريد اقتناء كمية هامة من المتفجرات، فيقول المقدم بن حميدة ''التحقيق في هذه القضية بدأ منذ ثلاثة أشهر، من خلال قيام الضابط باختراق الشبكة وكسب ثقة المتهمين الرئيسيين على أساس أنه ينوي شراء كمية معتبرة من المتفجرات، ودامت فترة كسب ثقة أفراد العصابة فترة معينة، حيث كنا نرفض الكميات الضعيفة من المتفجرات التي تراوحت بين كيلو غرامين وعشرة كيلو غرام التي اقترحوها على الضابط المندس، وهذا بهدف كسب ثقتهم وإبعاد الشبهة عن الضابط من أن يكون من عناصر الأمن، ففي مرحلتين رفضنا هذه الكميات، وقال الضابط إنه بحاجة إلى كمية معتبرة من المتفجرات لا تقل عن 20 كيلو غرام لنقلها إلى الشرق الجزائري''. ألغام استعمارية وصواعق مغربية وبعد فترة اقترح المتهمان الرئيسيان كمية 21 كيلو غرام من المتفجرات، وتم ربط موعد بمنطقة صيادة غير بعيد عما يعرف بسوق الليل، وهو سوق يومي كثير الحركة، ولم يكن اختياره اعتباطيا من قبل أفراد الشبكة، حسبما قاله قائد المجموعة الولائية ''ففي هذه المنطقة تنعدم تغطية شبكات الهاتف النقال، كما أن هناك عدة منافذ للهروب، وبعد تحديد الموعد، حضر الشخصان مرفوقين بسائق سيارة أجرة وطفلة صغيرة لإبعاد الشبهة على مستوى حواجز المراقبة، وبعد الاتفاق مع الضابط على إشارة سرية بعد تأكده من وجود السلعة، قمنا بإلقاء القبض على المشتبه فيهم''. وتم حجز 21 كيلو غرام من المتفجرات من نوع ''تي.أن.تي'' و38 فتيلا بطيئا، لإشعال المادة المتفجرة، و82 ألف دينار. وبعد تفتيش بيت أحد الموقوفين في أرزيو بوهران، تم العثور على 8,4 كيلو غرام أخرى من المتفجرات ولغم مضاد للأفراد و10 صواعق و57 مليون سنتيم، حيث إن استنطاق الشخصين مكن المحققين من معرفة مصدر المتفجرات، وتم توقيف 4 أشخاص آخرين تبين أنهم يعملون بمحاجر مختلفة بمنطقة وهران، كانوا يقومون بالتحايل خلال تفجيرات المحاجر للاستيلاء على المتفجرات، أو سرقة نفايات مادة ''تي. أن. تي'' غير المستعملة لإعادة بيعها. سردين بطعم المتفجرات وبخصوص الألغام المضادة للأشخاص، قال المقدم بن حميدة ''بعد التحقيق مع المتهم الرئيسي المدعو ك.ن، تبين أنه كان على اتصال مع أحد الأشخاص الموجود في حالة فرار حاليا، حيث كانوا يقومون بنزع الألغام الاستعمارية بطريقته الخاصة على مستوى الحدود مع المغرب لبيعها، ويتم استخراج المادة المتفجرة منها، كما كان يقوم بجلب الصواعق الضرورية في عملية التفجير من المغرب''. وعن طبيعة زبائن الشبكة، أظهرت التحريات أن المتفجرات كانت تباع بأسعار تتراوح بين 100 و200 ألف دينار للصيادين لاستعمالها في عملية صيد السردين بالمتفجرات الممنوعة طبعا، حيث تم توقيف 10 صيادين من أرزيو ومستغانم.