المغرب يستفز الجزائريين على أراضيهم، وقواعد مغربية متقدمة داخل الحدود الجزائرية.متفجرات الإرهابيين في الجزائر تدخل من المغرب. المتفجرات المستعملة في العمليات الانتحارية تم اقتناؤها من موال مغربي يجلبها من فرنسا وإسبانيا.أزيد من ألف قنبلة دخلت من المغرب وكانت في طريقها إلى بومرداس.المتفجرات تهرب إلى الجزائر داخل علب السمك المصبر مخدرات مغربية مقابل المازوت الجزائري والمواد الغذائية. تتمسك الجزائر بموقفها إزاء إغلاق حدودها مع المغرب، في حين يسعى المغرب جاهدا إلى فتحها إن بطرق ودية وبخطابات سياسية منمقة، أو من خلال حملاته الإعلامية الشرسة ضد الجزائر في أحيان أخرى.. فما سرّ هذا التناقض؟ وهل يطالب المغرب بفتح الحدود محبة في الجزائر والجزائريين؟ ولماذا تتمسك الجزائر بموقفها في إغلاق الحدود؟ هي أسئلة وأخرى سنجيب عليها من خلال مهمة خاصة قادتنا إلى المنطقة الحدودية سعيا وراء الحقيقة الميدانية.. بعيدا عن السياسة ولغة الدبلوماسية. استفزازات متكررة.. تهريب.. نشاطات تطيح بالاقتصاد الوطني انحراف.. دعارة.. إرهاب.. وفضلات المغاربة ترمى في الجزائر.. هي حقائق وقفت عليها ''البلاد'' لرفع الإبهام عن كل التساؤلات التي قد تتبادر إلى أذهان الكثيرين خاصة أمام الرسائل السياسية التي يبعثها المغرب عبر خطاباته المنمقة مطالبا بفتح الحدود باسم الأخوة التي تربط بين البلدين الشقيقين، وفي ظل المغالطات الدولية التي تحاول تبييض وجه المغرب.. قواعد مغربية متقدمة داخل الحدود الجزائرية المتجول في أي شريط حدودي يربط بين البلدين ''الشقيقين'' يلاحظ قواعد عسكرية متقدمة لكلا البلدين كل داخل ترابه مع احترام المسافة الأمنية الفاصلة من الجهتين التي تتراوح بين 30و40 مترا. لكن ما يحصل في منطقة ''غار الجيفة'' الحدودية هو عكس ذلك، إذ إن حرس الحدود المغاربة أقدموا على نصب قاعدة مراقبة ''متقدمة'' داخل أرض الجزائر حيث تم التعدي على بضعة أمتار من التراب الجزائري. وبالضبط على المثلث الواقع بين تفرع الوادي الفاصل بين الجزائر والمغرب. وفي مطابقة خارطة الحدود نلاحظ أن جزءا من القاعدة المغربية المتقدمة جاء داخل التراب المغربي والجزء الآخر داخل التراب الجزائري. وحسب من تحدثت إليهم ''البلاد'' على مستوى هذه المنطقة، فإن السلطات المغربية قامت في بادئ الأمر بنصب خيمة كقاعدة للمراقبة المتقدمة كخطوة منها لجس نبض السلطات الجزائرية، وبعدما تأكدوا من عدم ورود أي رد فعل جزائري قاموا باستبدال الخيمة وبناء جدران للقاعدة المتقدمة داخل التراب الجزائري. كما يحاول حرس الحدود المغاربة -حسب شهادات المزارعين- بزرع الشكوك في مسألة الحدود بينهم سعيا منهم لمغالطتهم، إذ روى هؤلاء الفلاحون معاناتهم مع حرس الحدود المغاربة. وقال أحدهم في دردشة مع ''البلاد'' إنه دخل مرة في ملاسنات كلامية حادة مع حرس الحدود المغاربة حتى كادوا يطلقون عليه النار. وقام هؤلاء الفلاحين بتشكيل مجرى مائي من منبع أرضي يستعملونه في سقي مزارعهم، إذ اضطرهم الأمر في أحد الأيام إلى إعادة إصلاح المجري المائي الذي أتلفته التقلبات الجوية حيث امتلأ بالحجارة مما أدى إلى انسداده، فتدخل حينها حرس الحدود المغاربة لمنعهم من إصلاح المجرى بذريعة أنهم لا يعرفون نهاية الحدود وعليهم ألاّ يقتربوا من المجرى لأنهم ليسوا متأكدين مما إذا كان داخل التراب الجزائري أم داخل التراب المغربي، رغم أن موقع المجرى واضح وضوح الشمس، أنه في التراب الجزائري وليس المغربي. حسب شهادة المزارع. كما كانت السلطات المغربية قد أقدمت قبل حوالي شهر على إنشاء طريق لمرور مدرعاتها وشاحناتها العسكرية داخل التراب الجزائري مما استدعى تنقل السلطات العسكرية والمدنية والمحلية إلى عين المكان للوقوف على الوضع، حيث أبلغوا القائمين على المشروع بأنه تعدٍّ على الحدود الجزائرية وأمهلوهم وقتا لإبلاغ مسؤوليهم وتراجعوا في اليوم الموالي بعدما قدموا اعتذاراتهم بطريقة لبقة وسحبوا الأشغال إلى الخلف داخل ترابهم. وحسب شهود عيان، ليست هذه المرة الأولى التي يستفزّ فيها المغاربة الجزائريين بالتعدي على التراب الجزائري وينتظرون في كل مرة أي ردة فعل لجس النبض كي يتسنى لهم المواصلة إن لم يلاحظوا أي ردة فعل، ويتراجعوا مع الاعتذار في حال تحرك السلطات الجزائرية. متفجّرات الإرهابيين في الجزائر تدخل من المغرب أحبطت مصالح الأمن صفقات خطيرة عقدها ممولون من معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال في بومرداس مع مهربين من منطقة مغنية الحدودية. واسترجعت مصالح الدرك الوطني كمية هامة من المواد المتفجرة تكفي لصناعة أزيد من ألف قنبلة كانت في طريقها إلى بومرداس، حيث أسفرت العمليات عن حجز 11870صاعقا ناريا أي مايعادل 1180قنبلة، حيث يتطلب صنع كل قنبلة صاعقا ناريا واحدا و480 مترا من الفتيل بطيء الاشتعال، إضافة إلى 408ألغام مضادة للأفراد. ويتطلب كل لغم 100غرام من مادة ''تي أن تي'' المتفجرة. إضافة إلى بندقية تقليدية و12000 خرطوشة صيد عيار 16ملم. كما كشفت التحريات التي أجرتها مصالح الأمن في وقت لاحق، بعد توقيف أحد الإرهابيين الذي كان مكلفا بعقد صفقات جلب المتفجرات إلى بومرداس، تعامل هذا الأخير مع أشخاص من مغنية وتبين أنهم الأشخاص أنفسهم المتورطون والذين تم توقيفهم في حالة تلبس بحيازة هذه المواد...ويتعلق الأمر بآخر العمليات التي قادها أفراد الكتيبة الإقليمية لمغنية، حيث تمكنوا من تفكيك شبكة دولية لتجارة المتفجرات أسفرت عن توقيف 5 من أفرادها، فيما ألقي القبض على السادس قبل أيام، ويتعلق الأمر بكل من (ز.م) من مواليد 1982، و(ك.ن) من مواليد 1988، و(ت.م) من مواليد 1986، إضافة إلى (ز.أ) من مواليد 1983و(ش.م) من مواليد 1891فضلا عن (ز.). وطابقت أسماء المتورطين الستة أسماء الأشخاص الذين كشف عنهم الإرهابي الذي ألقي عليه القبض بولاية بومرداس في وقت لاحق، حيث كان مكلفا بعقد صفقات شراء المتفجرات. وكان أفراد الشبكة يزاولون نشاطهم ببيع المتفجرات بميناء بوزجار حيث تربطهم علاقة قرابة، بينهم شقيقان وأبناء عمومة من ضواحي مغنية في كل من سواحلية وتونان وجبالة، وتتراوح أعمارهم بين 21و27 سنة. وتم خلال هذه العملية لعناصر الكتيبة الإقليمية لمغنية (حسب المعلومات المتوفرة لدى ''البلاد'') حجز 183لغما مضادا للأفراد وبندقية تقليدية. واسترجع حرس الحدود، نهاية 2008في منطقة باب العسة الحدودية، 700صاعق ناري و12000 خرطوشة صيد عيار 16ملم. وكان عناصر الكتيبة الإقليمية قد تمكنوا من تفكيك شبكة دولية أخرى أسفرت عن استرجاع 480صاعقا ناريا و480 فتيلا بطيء الاشتعال، إضافة إلى 108ألغام مضادة للأفراد. ومنعت المصالح ذاتها، على غرار باقي الأجهزة الأمنية الجزائرية، حدوث مجزرة رهيبة كانت ستودي بحياة العديد من الأبرياء، إذ يكفي صاعق ناري واحد لصنع قنبلة أو حزام ناسف إلحاقه بفتيل بطيء الاشتعال مع حشوه بكمية من مادة ''تي.أن.تي'' المتفجرة لتنفيذ عملية إجرامية تحصد أرواح الآلاف من الأبرياء. المتفجرات المستعملة في العمليات الانتحارية دخلت من المغرب توصلت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن للكشف عن مصدر المتفجرات التي يستعملها الإرهابيون في عملياتهم التفجيرية في الجزائر، إلى أنها تدخل من المغرب عبر الحدود البرية الرابطة بين الجزائر والمغرب، حيث يتم اقتناؤها من تجار المتفجرات على الشريط الحدودي الذين بدورهم يقومون باقتنائها من موّال مغربي يجلبها من الحقول الفرنسية والإسبانية. وتوصلت تحقيقات الدرك الوطني في هذا المجال إلى تحديد هوية الممول المغربي المعروف باسم عبد العزيز المغربي الذي يسكن في قرية بني درار المغربية ويتردد على أحد المقاهي ويجلس بالقرب من المدعو'' حيمر الصراف''. وأفاد المتورطون الجزائريون في قضايا تجارة المتفجرات أثناء التحقيق معهم من طرف أجهزة الأمن، أنهم يجلبون الألغام من قرية بني درار المغربية الوقعة في إقليموجدة، إضافة إلى''ميشاميش'' الحدودية الواقعة بين الزوية والعابد ببني بوسعيد، فضلا عن الألغام الموروثة عن الحقبة الاستعمارية في حقول عين الصفراء بالنعامة، حيث تجلب الصواعق والفتيل بطيء الاشتعال الآتية من فرنسا من منطقة ''كابويايا''المحاذية لمنطقة سعيدية وسيدي مجاهد التي تبعد عن مدينة مغنية بحوالي 15كلم. وحسب مصادر عليمة، فإن الموّال المغربي يحمل البضاعة إلى الحدود ليسلمها إلى الزبون الجزائري سواء كان إرهابيا أو تاجر جملة للمواد المتفجرة، حيث يقوم باستلامها ويحملها على ظهره داخل حقائب ويسلك طريق جبال عصفور الممتدة من دائرة بني بوسعيد إلى سعيدة على امتداد الحدود الجزائرية المغربية، ويمرون عبر قرية جزائرية تسمى ''غار روبان'' المطلة على المزارع المغربية الواقعة على ضفاف الوادي الفاصل بين البلدين وجبل الكركور في منطقة مسيرة المؤدية إلى مدينة إحفير المغربية لجلب الأسلحة والمتفجرات. ويشتري الجزائريون الذين يتاجرون في المتفجرات بضاعتهم من الموال المغربي ب 300دج للغم الواحد و280دج للمتر الواحد من الفتيل بطيء الاشتعال، في حين بلغ سعر الصاعق الواحد 400دج ليقوموا بإعادة بيعها في الجزائر إلى الجماعات الإرهابية، فضلا عن بعض الصيادين بين 500و 550دج للصاعق الواحد، و550دج للغم. في حين يباع الفتيل بطيء الاشتعال بين 500و350دج للمتر الواحد. وتقوم هذه العصابات بتمرير الألغام داخل الغلاف الكرتوني الذي يحوى علب السمك التونة ويتم تعويض العلبة باللغم. انحراف، شعوذة، دعارة ومبحوث عنهم يختبئون في ''فيتنام'' المغربية يتواجد عدد كبير من الجزائريين المبحوث عنهم والمطلوبين قضائيا في المغرب بعلم من السلطات المغربية التي تغاضت عنهم بعد غلق الحدود وإصدار تعليمات صارمة لمحاربة الهجرة السرية وتسلل الجزائريين إلى ترابها بطريقة غير شرعية. وحسب مصادر أمنية مطلعة متمركزة على الشريط الحدودي، فإن هؤلاء الجزائريين يقيمون في الناحية الحدودية منذ أعوام وبالضبط في منطقة ''فيتنام'' الموجودة على مقربة من مدينة وجدة المغربية، حيث بتواجد جميع المبحوث عنهم من طرف أجهزة الأمن في الجزائر، إذ يستثمرون أموالهم هناك، فضلا عن استعمالهم في شبكات التهريب المغربية وتجارة المخدرات. كما تسهل بعض الجهات من السلطات المغربية عملية تسلل جزائريات عبر الحدود المغربية للالتحاق بملاهي قصر الحمراء في وجدة الواقع على مستوى الطريق المؤدي إلى منطقة''الناظور'' عبر ''بني درار'' لاستغلالهن في الدعارة. وعادة ما تلجأ الجزائريات اللاتي يتم استغلالهن في الدعارة بالملاهي المغربية أشهرها قصر الحمراء إلى استعمال الشعوذة، حيث يقمن باقتناء ماء سحري من المغاربة يقمن بدهنه على أطرافهن ووجوههن لجلب أكبر عدد من الزبائن في الدعارة كي يجنين ربحا أكبر ومن ثمة يتضاعف ربح الملهى هو الآخر. وتدفع الجزائريات 2000دج للرأس ثمنا لعبور الحدود والالتحاق بقصر الحمراء، فما إن تقف فتاة على الشريط حتى تتوقف سيارات الأجرة دون طلب لعرض خدمات التوصيل بألف و1500دج إلى غاية الملهى الذي لا يبعد كثيرا عن الحدود. مخدرات مغربية مقابل المازوت الجزائري حجزت وحدات المجموعة الولائية للدرك الوطني بتلمسان خلال العام الحالي 1467كلغ و 993,3 غرام من الكيف المعالج القادم من المغرب، حيث ارتفعت كمية المحجوزات بنسبة 37,45 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الحالي، إذ تم حجز 286,466 كلغ من الكيف المعالج و5,372 من الكوكايين. وتعد الجزائر بالضبط الشريط الحدودي الرابط بين الجزائر والمغرب نقطة عبور هامة تعول عليها البارونات المغربية لتجارة المخدرات لتوصيل سلعتها إلى فرنسا وباقي دول الاتحاد الأوروبي. ويقايض بعض مهربي المخدرات والمهلوسات سلعهم بالمازوت، حيث تستفيد المغرب من المازوت والبنزين الجزائري مقابل إغراق السوق الجزائرية بسموم المخدرات والمهلوسات، فقد حجزت وحدات الدرك الوطني خلال السداسي الأول من العام الحالي 618705 لتر من المازوت، و22600 لتر من البنزين كانت موجهة إلى المغرب على 149حمارا فضلا عن شاحنات الحلابة.