عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قال الله تعالى: ''الكبرياء رِدائي والعظمة إزاري، فمَن نازَعني واحداً منهما قَذَفْتُه في النّار'' رواه أحمد وأبوداود وابن ماجه. فقوله ''الكبرياءُ ردائي'' الكبرياء على وزن فعلياء: العظمة والملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود، وقال الراغب في المفردات: والكبرياء الترفُّع عن الانقياد، وذلك لا يستحقُّه غير الله، فقال ''ولهُ الكبرياء في السّموات والأرض''. وقوله ''رِدائي'' الرِّداء هو من الثياب الملحفة، وكلّ ما يستر البدن من أعلاه، ويُجَمَّل به. ويجب تأويله بما يليق بذات الله تعالى، ويمتنع حمله على الحقيقة الجرمية والمكانية عليه سبحانه. و''والعظمة أزاري'' صفة لله تعالى لا تكون لغيره كالكبرياء، والعظيم سبحانه هو الّذي جاوز قدْرُه وجلَّ عن حدود العقول حتّى لا تُتصوَّر الإحاطة بكُنهه وحقيقته. وقوله ''فمَن نازعني واحداً منهما'' أي: شاركني. وقوله ''قذفته في النّار'' أي: رميته.