عواقب الانتقاص من النبي صلى الله عليه وسلم والله وخيمة وقد بدأت في الظهور من الآن، فالضرر الذي لحق باقتصاد الدولة المنتقصة يهدد كيان أوروبا بأكملها؛ فهم متحدون اقتصاديا؛ وتضرُرُ اقتصادُ دولة يهدد عملتهم الموحدة ويهدد اقتصادهم المبني على التوازن بين الدول؛ فإذا اختل توازن واحدة اختل على الجميع.يقول شيخ الإسلام رحمة الله عليه:"والقصة في إهلاك الله واحدًا واحدا من هؤلاء المستهزئين معروفة؛ فالوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والحارث بن قيس؛ وكسرى عظيم الفرس مزق كتاب رسول الله واستهزأ به وقتل رسوله -أي سفيرَ النبي إليه- فقتله الله تعالى بعد قليل ومزق ملكه كل ممزق ولم يبقي للأكاسرة ملك؛ قال سبحانه وتعالى:/إن شانئك هو الأبتر/ فكل من شنأه وأبغضه وعاداه يقطع دابره ويمحق عينه وأثره". ومن الكلام السائر لحوم العلماء مسومة, فكيف بلحوم الأنبياء؟ والله تعالى يقول في الحديث القدسي:«من عادى لي وليًا فقد بارزني في المحاربة» فكيف بمن عادى الأنبياء.لقد جنى الأعداء على أنفسهم وقد علمنا جزاء الكبر والغطرسة والانتقاص؛ فهذا صاحب الجنتين استكبر واستعلى بما أوتي من مال؛ والله تعالى يقول في الحديث القدسي:«الكبرياء ردائي؛ والعظمة إزاري؛ فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ولا أبالي». وهذا فرعون انتقص من نبيه وقال:/أنا خَيْر منْ هَذا الذِي هو مَهِين ولاَ يَكادُ يُبِين/ فأهلكه الله وجعله عبرة للمعتبرين.إن الله إذا أراد إهلاك أمة أنعم عليها وأترفها؛ حتى إذا لم يؤدوا شكرها فتح لهم بابا إلى الشر والاستهزاء بنعم الله وهديه؛ قال تعالى:/وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا/ والهلاك والخراب من أي جهة يأتي إخوة الإيمان؟ يأتي من جهة استهزائهم وسخريتهم، قال تعالى:/وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون/ إن أعداء الله لما استهزءوا وسخروا من النبي إنما سخروا من وعده ونبوته أن دين الله ظاهر ومنتصر وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين؛ فيسخروا من هذه الوعود فإذا سخروا أراهم الله عز وجل حقيقة ما كانوا به يستهزءون؛ فإن الله وعد نبيه أن عدوَهُ ومُبْغِضَهُ وكلَّ ساخرٍ منه مقطوعٌ دابُرُه ممسوحٌ أثرُه وذكرُه؛ ويبقى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة والتسليم عليه:/إن شَائنكَ هُو الأبْتَرْ/.موضوع 5ما دورنا حيال الحملات القذرة التي تستهدف نبي الإسلام؟إن أول ما نستخلصه أن الإسلام قد تأهب لإنهاء استراحته وهو في طريقه لاسترجاع مكانته؛ فهو لم يعد ضعيفا؛ فلو كان ضعيفا لما اعتُدَّ به ولما اشتُغِل به؛ فالاعتبار للأقوياء لا للضعفاء؛ ولهذا يجب على المسلم الرجوع إليه والتمسك بدينه وسنة نبيه؛ وأن هذه فرصة ليُغضَبَ لله ولرسولِه صلى الله عليه وسلم ويُظهرَ حبّه للنبي عليه الصلاة والسلام لعل هذا الحبّ يكون سببا لنجاته يوم القيامة؛ واحذر أن تطلب السُقيا من حوضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فترُدَّكَ الملائكةُ، فيقول: إنه من أمتي. فتقول الملائكة: علم الاعتداء عليك فما غضب ولا استنكر. فيقول: سُحقًا سُحْقا.حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم يتطلب ترك كلََّ ما له دعمٌ لأعداء الله من زينتهم وهيئتهم لدى النساء خاصة؛ وفرصة للتوبة من الخمر والمخدرات لدى الشباب خاصة؛ وكلّ ماله تَقويةٌ للكفار على المؤمنين؛ لأنهم لا عهد لهم ولا ذمة؛ ولو قدموا اعتذارَهم فاعتذارُهم غير مقبول؛ قال الله تعالى:/قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ/ فاحذر أيها المسلم أن تتأخر أن لا تغضب لله ولرسوله وتفوتك الفرصة فلا يُقبل اعتذارك عند الله وعند رسوله يوم القيامة؛ فوَفّ بحبك لله ولرسوله وأظهر ولاءك لهما وللمؤمنين؛ فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.