مقتل طبيب عسكري برتبة عميد في الجيش السوري تتجه الأنظار اليوم إلى العاصمة المصرية، حيث يُعقد اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري، من أجل بحث الأوضاع في هذا البلد وتقرير مصير بعثة المراقبين العرب. ويحدث هذا في وقت تستمر مشاورات الولاياتالمتحدةالأمريكية مع مختلف الدول المساندة للإطاحة بالنظام السوري، بشأن المؤتمر الدولي لما اصطلح على تسميته ''أصدقاء سوريا''، حيث ذكرت الإدارة الأمريكية أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، جيفري فيلتمان، زار كلا من المغرب، باريس والبحرين، للتشاور حول المؤتمر الدولي، فيما أكدت المغرب أنها على استعداد لاستضافة المؤتمر. وبالموازاة مع هذه التحركات الدولية، أكدت الخارجية السعودية أنها وزعت مشروع قرار بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف العنف، كما يحث على ضرورة تقديم المسؤولين عن إراقة الدماء للمحاكمة، بالإضافة إلى التقدم بطلب تعيين مبعوث أممي خاص بسوريا، على أن تقوم الجمعية العامة بمناقشة المقترح السعودي غدا الاثنين، مع الإشارة أنه لا يوجد حق النقض في الجمعية مثلما هو الحال في مجلس الأمن الدولي، كما أن قراراته غير ملزمة. وفي سياق ذي صلة، أشار مستشار الأمين العام للأمم المتحدة، فرانسيس دينغ، أن الهجمات على المدنيين قد تكون جرائم حرب يقوم بها الجيش السوري، والمثير أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع صور نشرها موقع السفارة الأمريكية في سوريا على ''الفايسبوك''، تبرز ما قال عنه السفير الأمريكي روبرت فورد إنها ''دليل هجوم الجيش السوري النظامي على أحياء سكنية والمدنيين''. وتأتي هذه الصور والتصريحات بعد غلق السفارة الأمريكية في دمشق، فيما اعتبره المتابعون للملف أنه محاولات لزيادة الضغط على النظام السوري وحثه على وقف أعمال العنف، فيما أفاد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن بلاده ستتقدم بطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة من أجل للإشراف على ''حملة مساعدات إنسانية لصالح ضحايا أعمال القمع في سوريا''، لتفادي ''المأساة الإنسانية''. وتماشيا مع هذه المساعي الدبلوماسية، أكد السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن ''الناتو'' لا ينوي التدخل عسكريًا في سوريا. وميدانيا، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن الاشتباكات بين عناصر الجيش الحر المنشق والجيش النظامي مستمرة في عدد من المدن، ما أسفر عمّا لا يقل من 30 قتيلا وعشرات الجرحى، فيما أفادت مصادر سورية رسمية اغتيال طبيب عسكري برتبة عميد أمام منزله في العاصمة دمشق، ليتأكد بذلك انتقال الاشتباكات إلى العاصمة السورية.