المكان غابة على أطراف مدينة عين الملح، السيناريو متفق عليه، الممثلون زوجان وصديق ، والمشهد مأدبة عشاء فيها لحم وخمر وكمية من السم على نخب الضحية، الذي طعناه ثم أحرقا جثته وتركاه جثة مجهولة الملامح. عالجت محكمة عين الملح بولاية المسيلة، مؤخرا، قضية جريمة قتل بشعة بكل معاني الكلمة.. حيث أمر قاضي التحقيق بإيداع كل من ''ب.ت'' 51 سنة وزوجته ''م.ف'' 33 سنة الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية لارتكابهما يوم 23 جانفي الماضي جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد راح ضحيتها ''ب.ج'' 42 سنة. تعود التفاصيل إلى عثور راعي غنم بالقرب من غابة القرارة ببلدية الهامل بالمسيلة، وعن طريق الصدفة، على جثة متفحمة مرمية على الأطراف، فقام بتبليغ مصالح الدرك الوطني التي باشرت على الفور تحرياتها حول الجريمة، ليتم التعرف في ظرف قصير على مرتكبيها. ويتعلق الأمر بزوجين يقطنان بنفس المنطقة، تبين من خلال سرد سيناريو الجريمة، أنهما قررا استدراج الضحية وهو صديقهما إلى أطراف الغابة، بعد أن أوهماه بأن الأمر يتعلق بمأدبة عشاء رومانسية أقيمت على شرفه، وهناك قاما بوضع السم داخل شرائح اللحم فقد الضحية على إثر تناوله وعيه. ولم يكتف القاتلان بفعلتهما، حيث قاما وهما في حالة سكر بتوجيه عدة طعنات بواسطة سلاح أبيض إلى أن تأكدا من مصرعه. ولم يتوقفا عن ذلك، بل قاما برشه بمادة البنزين وأضرما النار في الجثة التي تفحمت عن آخرها، في اعتقادهم إخفاء ملامحها، غير أن الوسائل التي جندتها مصلحة الشرطة العلمية مكنت من تحديد هوية الضحية، وتمّ تحديد هوية الجناة الذين تم القبض عليهم. وشكّل اعتراف الزوج منذ البداية طفرة في التحقيق عندما اعترف بارتكابه الجريمة. مرجعا الدافع إلى الانتقام من شخص الضحية على خلفية علاقة ربطت هذا الأخير بزوجته، وهي نفس الاعترافات التي أدلى بها أشقاء المتهم.