لم تعد أوكار الجريمة تقتصر على الأحياء الشعبية والفقيرة، بل انتقلت إلى أماكن تواجد الأثرياء، أين سجلت مصالح الأمن عدة قضايا قتل والمتاجرة بالمخدرات بمحلات تعتبر حكرا على الطبقة الراقية. تلك الجرائم دفعت بأمن دائرة الشرافة ليلة أول أمس، إلى مداهمة محلات الطبقة الثرية وتفتيش ''الأنانيش'' وسط مجمعاتهم. انطلقت المداهمة في حدود الساعة السادسة مساء، فالوقت كان مبكرا على تنقل الأغنياء لقضاء السهرة، لكن قامت الفرقة بمداهمة بعض النقاط السوداء بالجنوب الشرقي للعاصمة أين تم من خلالها تحويل 166 شخص إلى مراكز الشرطة، مع تسجيل 19 قضية خاصة بحمل السلاح المحظور دون سبب، 7 قضايا لحيازة المخدرات واستهلاكها، بالإضافة إلى توقيف شخص بحوزته غاز مسيل للدموع. كانت مداهمة خيمة مراكش بدالي براهيم في حدود الساعة الثامنة ليلا، أين دخل عناصر الأمن المحل وقاموا بتعريف الزبائن ومعاينة ''الشيشا'' المقدمة لهم. كان من بين المتواجدين بالمحل، مندوب بجامعة الدول العربية، ومعلمات ورجال أعمال وغيرهم من الشخصيات المعروفة. وبعد هذه العملية انتقلنا إلى الأحياء الراقية بدالي براهيم، مكان تواجد أبناء الأثرياء أو كما يعرفون ب''الأنانيش''، فمنهم من كان أمام محل المأكولات الخفيفة وآخرون فضلوا قضاء السهرة داخل سياراتهم. وحسب قائد الفرقة، العملية تهدف إلى البحث عن تجار الهرويين وسط فئة الأغنياء. لصوص الإقامات الجامعية وبنفس المكان، تم توقيف شاب بحوزته سكين من الحجم الكبير كان يترصد الطلبة أمام غابة ''بواديكار'' بدالي براهيم بالعاصمة. ورغم المراوغة التي لجأ إليها الموقوف أثناء تواجده بمركز الأمن، إلا أن المحققين تمكنوا من إبطال حججه وإحالته على قاضي التحقيق بمحكمة الشرافة. وفي نفس الليلة، أوقفت فرق الشرطة شخصين بحوزتهما سلاح أبيض كانا يترصدان محيط الإقامة الجامعية بأولاد فايت. حانات في الهواء الطلق كانت غابة بواديكار بدالي براهيم تجمع العائلات، لكن اليوم أضحت تشبه حانات بالهواء الطلق ومكان لتجمع المنحرفين واللصوص خاصة أثناء الليل. زيارتنا للغابة رفقة عناصر الشرطة كانت في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا، أين وجدنا عشرات السيارات المركونة داخل الغابة فضّل أصحابها تعاطي الكحول بداخلها، تم تفتيشها من قبل الشرطة. كما تم ملاحقة إحدى السيارات المشبوهة التي تحمل ترقيم ولاية عين الدفلى تم الإعلان عنها في جهاز الراديو. يقول مرافقنا أنه يتم ملاحقة أي سيارة يشتبه فيها ويوقفها. مضيفا أن السيارات التي يستعملها تجار المخدرات أصبحت معروفة لدى مصالح الأمن وغيرها من السيارات الخفيفة.