تقرير أممي يتهم الجيش النظامي بارتكاب جرائم في حق المدنيين يجتمع ''أصدقاء سوريا''، اليوم، في تونس، لمناقشة الوضع واتخاذ القرارات لحماية المدنيين السوريين، وفق ما أعلن عنه منظمو المؤتمر. وعشية هذا الحدث، صدر تقرير أممي اعتبر في خلاصته بأن السلطات السورية أخفقت في حماية المواطنين السوريين، واتهم القوات النظامية السورية بارتكاب ''انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق'' في حق المتظاهرين السلميين، كما اتهم الجيش السوري الحر بارتكاب جرائم قتل وخطف. قالت لجنة تحقيق شكلتها مفوضية الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان، في تقرير لها، إنها تملك ''لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار، تصل إلى مستويات عليا في مستوى الرئيس بشار الأسد، ويشتبه في ضلوع هؤلاء بجرائم ضد الإنسانية'' في سوريا. وقال المحققون في تقريرهم: ''حصلت اللجنة على أدلة متسقة لها مصداقية تحدد أفراداً في القيادات العليا والوسطى بالقوات المسلحة السورية، أمروا مرؤوسيهم بإطلاق النار على المحتجين العزل وقتل الجنود الذين يرفضون إطاعة مثل هذه الأوامر، واعتقال أشخاص دون سبب وإساءة معاملة المحتجزين، ومهاجمة أحياء مدنية بنيران الدبابات والبنادق الآلية بشكل عشوائي''. ووجدت لجنة التحقيق، التي رأسها البرازيلي باولو بينهيرو، أن قوات المعارضة التي يقودها الجيش السوري الحر ارتكبت أيضا انتهاكات شملت القتل والخطف ''وإن كانت لا تقارن بمستوى'' ما ارتكبته القوات الحكومية. في سياق متصل، طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من مسؤولة العمليات الإنسانية بالمنظمة، فاليري آموس، التوجه إلى سوريا لتقييم الاحتياجات الإنسانية مع تأزم الوضع بمناطق على غرار مدينة حمص التي تتعرض بعض أجزائها، خاصة حي بابا عمرو، لقصف وحصار منذ أسابيع. وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة إن فاليري آموس ستشدد مجددا، في حال السماح لها بزيارة سوريا، على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بصورة مستعجلة. وأضاف أنه لم يتحدد بعد موعد الزيارة. وعبر عن أمله في أن توافق حكومة دمشق على المهمة التي وصفها بالإنسانية. وفي سياق المبادرات الدولية لحماية المدنيين، ينطلق، اليوم، بالعاصمة التونسية تونس، مؤتمر ''أصدقاء سوريا'' الذي ستشارك فيه حوالي 70 دولة، وقال مسؤولون أمريكيون إن مجموعة ''أصدقاء سوريا'' تعتزم تحدي الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم مساعدات إنسانية خلال أيام للمدنيين الذين يواجهون هجوما من جانب قواته. ولم يتطرق المسؤولون، خلال حديثهم للصحافيين، إلى ما يمكن أن يحدث إذا لم تسمح السلطات السورية بتقديم تلك المساعدات. من جهته، تمنى المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، أن ''يشكل مؤتمر ''أصدقاء سوريا'' دعما دوليا للمعارضة السورية وفرصة لتوفير المساعدات الإنسانية الدولية للبلاد''. ولفت إلى أن ''وزير الخارجية، ألان جوبي، سيمثل فرنسا في المؤتمر''، مؤكدا أنه ''يتعين على مؤتمر تونس أن يكون فرصة لتوفير المساعدات الإنسانية الدولية لسوريا، والمضي قدما للتوصل إلى حل لتمكين دخول المساعدات الإنسانية''. وينتظر أن يعلن في المؤتمر عن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، بالرغم من الانقسامات التي تشوب صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج. وأعلنت الصين عدم مشاركتها في المؤتمر، وكانت روسيا قد رفضت أيضا المشاركة. من جهتها، استدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير السوري في لندن، سامي خيامي، على خلفية مقتل صحفيين غربيين في قصف تقول التقارير إن القوات النظامية السورية تشنه على حمص. وقال وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبي، ''إن فرنسا تعتبر السلطات السورية مسؤولة عن مقتل الصحفيين''. غير أن السلطات السورية نفت مسؤوليتها وأكدت عدم علمها بتواجد الصحفيين على أراضيها، وطالبت الصحفيين بأن يكون عملهم وفق القوانين. وفي مدينة حمص يسعى محافظ المدينة إلى إجلاء الصحفيين المصابين. وأعلن عن جرح صحفية فرنسية ومصور في المدينة، وهما الآن يعالجان في مستشفى ميداني لا تتوفر فيه الوسائل اللازمة. في المقابل، جددت إيران دعمها للنظام السوري، حيث قال مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي أكبر ولايتي، أمس، في ملتقى حول ''الصحوة الإسلامية''، إن ''الغرب يسعى لتحطيم أهم حلقة للمقاومة ضد إسرائيل في هذه المنطقة، إلا أن إيران والعراق و''حزب الله'' يقفون إلى جانب سوريا ويدعمونها''. ووصلت، أمس، باخرة فنزويلية إلى سوريا محملة بالوقود، في مبادرة من الرئيس هيغو شافيز لدعم الرئيس الأسد.