أعلن رمطان لعمامرة، مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، فرض عقوبات على قادة الانقلاب العسكري في مالي، إثر رفضهم العودة إلى النظام الدستوري، بينما توقع خبراء أمنيون نشوب الاقتتال بين الجماعات المسلحة بالمدن المالية. قال لعمامرة، عقب اجتماع ممثلي الاتحاد الإفريقي، في إثيوبيا، إن الاتحاد الإفريقي قرر فرض عقوبات على قادة الانقلاب في مالي، بينما يحاول الانقلابيون، استباق العقوبات التي أقرها الاتحاد ومجموعة ''غرب إفريقيا كوفاس''، بتنظيم ندوة وطنية لبحث العودة إلى النظام الدستوري، في ظل وضع أمني متدهور، جراء بسط الجماعات المسلحة سيطرتها على مدن كيدال وغاو وتمبكتو، في الشمال، وفي خضم تردي الأوضاع الاجتماعية جراء فرار المئات من العائلات من مدن وسط البلاد هروبا من الموت وسطوة الجماعات ''الجهادية''. وقال لعمامرة إن الاتحاد الإفريقي، فرض، أيضا، عقوبات فردية على زعماء وأعضاء الجماعات المسلحة في شمال مالي من الضالعين في الهجمات على المنطقة، وارتكاب أعمال فظيعة ضد السكان، في وقت نددت منظمة العفو الدولية بما أسمته خروقا واسعة الانتشار لعناصر القاعدة ومقاتلي التوارف في المدن المحتلة، ضد السكان الذين شرعوا في مغادرة تلك المناطق، بينما أكد مفوض الاتحاد الإفريقي أن ''تعاونا'' جار بين المتمردين في شمال مالي مع شبكات إجرامية عابرة للحدود. داعيا بلدان المنطقة لتقديم قائمة وافية بأسماء الأفراد ممن يتعين أن تشملهم الإجراءات العقابية. وقررت الحكومة الألمانية تجميد المساعدات التي كانت موجهة لدولة المالي على خلفية عملية استيلاء مجموعة من العسكريين على السلطة، وربط وزير الخارجية الألماني عودة علاقات التعاون بين بلاده ومالي إلى طبيعتها بعودة الشرعية للحكومة، وإعادة العمل بالدستور. وتتنامى المخاوف من كوارث إنسانية في شمال مالي، إثر بروز مؤشرات صدام بين الجماعات التارفية والمجموعات الجهادية ، ولم يستبعد الخبراء نشوب صراعات بين هذه المجموعات على خلفية اختلاف أجنداتها، إذ سيطرت ''جماعة أنصار الدين'' على منطقة كيدال، مسقط رأس محمد آغ غالي، رئيس المكتب السياسي ل''الحركة الوطنية لتحرير أزواد''، فيما رصد انتشار ل''تنظيم القاعدة'' في مدينة تمبكتو. ويتردد أن ''أنصار الدين'' أجبروا مسلحي الأزواد على مغادرة تمبكتو. ودخلت أزمة مالي صلب حملة الانتخابات الفرنسية، إذ تهجمت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، على الرئيس المترشح نيكولا ساركوزي،الذي اعتبرته مع المفكر برنار هنري ليفي أثارا ''بتدخلهما في ليبيا موجة إسلامية في كامل الساحل الإفريقي، قد لا تكون مالي المرحلة الوحيدة فيها''. وأضافت أن ''فرض الديمقراطية بالصواريخ كان غير واقعي في بلاد تعاني من تقسيم قبلي عميق . محذرة بالقول ''قريبا ستبدأ أفواج اللاجئين طرق أبواب أوروبا وعلى الأخص فرنسا. حان وقت التوقف عن الإصغاء إلى منظري الثورات''. بالموازاة، أشارت دراسة نشرت، أمس في لندن، إلى أن ما يحدث في مالي سيعبّد الطريق أمام الجهاديين إلى السيطرة على أجزاء واسعة من نيجيريا وكينيا ودول أخرى.