يسيطر ثلاثة أمراء من تنظيم ''القاعدة'' في الساحل الصحراوي على مدينة تمبكتو، في شمال مالي. وأفادت تقارير فرنسية أن مختار بلمختار، المكنى ''أبو العباس'' أحد زعماء تنظيم ''القاعدة'' عاد إلى المدينة حاملا شحنات سلاح، بالتوازي مع تواجد كل من أمير ''سرية الفرقان'' الإرهابي يحيى أبو الهمام وأمير ''طارق بن زياد'' عبد الحميد أبو زيد، بالمدينة التي سيطروا عليها ورفعوا فيها الأعلام السوداء. ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مختار بلمختار المكنى ''خالد أبو العباس'' و''بلعور''، عاد من ليبيا التي قصدها قبل ثلاثة أسابيع لشراء الأسلحة، ويقود بلمختار كتيبة ''الملثمون''، إحدى أهم الكتائب الأربع للتنظيم الإرهابي النشط جنوب الصحراء. وذكر مصدر أمني مالي أن ''مختار بلمختار، عاد من ليبيا وهو الآن في شمال مالي''، وتحدثت المصادر أن ''أبو العباس'' موجود في تمبكتو التي سبقه إليها مقاتلو ''سرية الفرقان''، وكذا كتيبة ''طارق بن زياد'' التي يقودها أبو زيد، وعمر ولد حامه، صهر ''بلعور'' وأحد عناصر القاعدة المنحدرين من مدينة تمبكتو. ونقل شهود محليون أن الأعلام السوداء رفعت فوق قاعدة عسكرية، فيما هربت المليشيات العربية التي كانت تسيطر على المدينة، ولم تشارك في الهجوم كتيبة واحدة من ''إمارة الصحراء'' هي ''الأنصار'' التي يقودها التارفي أبو عبد الكريم. وتحدثت مصادر من تمبكتو أن قادة ''القاعدة'' عقدوا سلسلة اجتماعات مع بعض وجهاء المدينة وأئمة المساجد، أكدوا فيها أنهم ''جاؤوا لإصلاح شأن الناس وتطبيق الشريعة الإسلامية''، وأن عناصر التنظيم توزعوا في مساجد المدينة واجتمعوا مع السكان بها، وألقوا خطبا قدموا خلالها شروحا عن ''برنامج وطبيعة المهمة التي جاؤوا من أجلها''. وتقاتل الحركة الوطنية لتحرير أزواد المؤلفة من متمردي التوارف والتي تسعى إلى الحصول على الاستقلال، إلى جانب مجموعة ''أنصار الدين'' الإسلامية التي تريد تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وتحكم ''أنصار الدين'' سيطرتها على عدد من مدن الإقليم بينها كيدال، وقد أسست فيها الحركة مجلسا انتقاليا لتسيير شؤونها بقيادة نائب رئيس الحركة ''الشيخ أوسا''. كما تسيطر حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، على أجزاء كبيرة من مدينة غاو وذلك بمعية عناصر من تنظيم ''القاعدة''، مستغلة انتماء معظم عناصرها إلى المدينة. وقالت مصادر، وفقا لصحف موريتانية، إن مقاتلي حركة التوحيد والجهاد يتحركون في المدينة بحرية، ويتقاسمون السيطرة عليها مع قوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد. وتتفاعل التطورات الحاصلة في مالي، داخل المجموعة الدولية التي تراقب الانقلاب العسكري من جهة، وزحف ''القاعدة'' من جهة أخرى. وقالت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أمس، إنها ''قلقة جدا من التهديد الإرهابي في شمال مالي''، وذكرت فيكتوريا نولاند، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، أن بلدها ''يدعو فورا كل المجموعات المتمردة المسلحة في شمال مالي لوقف العمليات العسكرية''، كما أعلن الاتحاد الإفريقي عن عقوبات صارمة ضد قادة الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس توماني توري، فيما أعلنت فرنسا أن مشروعها في مجلس الأمن لإصدار قرار بخصوص مالي يلاقي ترحيبا واسعا. لكن قادة الانقلاب في مالي أعلنوا، أمس، الدعوة ل''وفاق وطني'' يوم غد الخميس، ل''بحث مستقبل البلاد ودراسة متابعات قضائية ضد الرئيس المخلوع أمادو تومانو توري''، ونقل عن الضابط أمادو سناغو، قائد الانقلاب، أن ''الدعوة موجهة لجميع فاعلي الساحة السياسية المالية''. الجزائر تنفي أي إصابات في صفوف الجالية بمالي أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أن مصالح سفارة الجزائر بباماكو وقنصليتها بغاو لم تسجل إلى حد الساعة أي شكوى أو تظلم من طرف أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بمالي. وأوضح بلاني في تصريح أمس، أن ''الوزارة التي تتابع عن كثب تطور الأوضاع في مالي هي في اتصال دائم مع سفارتنا بباماكو وقنصليتنا بغاو للإطلاع على ظروف إقامة أعضاء جاليتنا في هذا البلد الشقيق''. وأضاف قائلا: ''إن تمثيليتينا الدبلوماسية والقنصلية تبقيان في الإصغاء لأعضاء جاليتنا المقدر عددها ب002 شخص، بغية تقديم عند الحاجة المساعدة الضرورية لضمان أمنهم ورفاهيتهم''. الجزائر: واج اختفاء 4 جزائريين في مالي تلقت السلطات المالية في باماكو بلاغا عن اختفاء 4 جزائريين في ظروف غامضة، على مستوى الطريق الرابط بين بلدة كابرا وتمبكتو في مالي. وكشف أحد الجزائريين المقيمين في مدينة تمبوكتو، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أن الشقيقين منصور وعبد الرحمن خرصن كانا قد غادرا، يوم الأحد الماضي، حي سركينا بمدينة تمبكتو على متن سيارة دفع رباعي، بإتجاه بلدة كابرا الواقعة جنوب مطار تمبكتو ومعهما جزائري يقيم في كيدال يدعى بوبكر وشخص آخر يدعى يوسف. وبعد المغادرة بثلاث ساعات تقريبا انقطعت أخبار الجزائريين الأربعة وانقطع إرسال هواتفهم النقالة. يذكر بأن عددا من الجزائريين تعرضوا للاعتداء والسرقة بالإكراه في كيدال وغاو، حسب شهود عيان من شمال مالي. محمد بن أحمد