حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أمس، من تمادي بعض الأئمة في حضور تجمعات بعض الأحزاب أثناء تنشيطهم للحملة الانتخابية، وطالب المفتشين الولائيين بإعداد تقارير يومية في حالة وقوع حوادث مشابهة يستغل فيها السياسي صورة الإمام والمسجد لدعم مصالحه الانتخابية. اعترف الوزير بأن عدد المفتشين قليل بالنظر إلى عدد الأئمة الذي يتجاوز 15 ألف إمام عبر الوطن، وأشار في اجتماعه بالمفتشين الولائيين بوسط البلاد في دار الإمام بالمحمدية شرق العاصمة، إلى أن ''دور المفتش يتوقف على ضرورة رفع كل ما يرتكب من مخالفات وتجاوزات قد يقع فيها الإمام''. وبخصوص الحملة الانتخابية واستعانة بعض الأحزاب، خصوصا من التيار الإسلامي، بعدد من الأئمة من خلال دعوتهم لحضور التجمعات، أفاد الوزير ''نحن نحذر من مثل هذه التصرفات، التي تستغل صورة الإمام''. وأوضح غلام الله ردا على سؤال ''الخبر''، بأنه ''إذا كان الإمام قد حضر تجمعا حزبيا في ولاية أخرى فهذا لا حرج فيه لأنه لا يكون معروفا في الولاية التي يزورها''، أما إذا حضر تجمعا حزبيا في الولاية التي يعمل فيها فهذا يعني بالضرورة أن يتم الإبلاغ عن الأمر من طرف المفتشين الولائيين. وحسب الوزير، فإن الإمام الذي يتمادى في التقرب من الأحزاب والمرشحين لاستغلال صورته ودعم الجماهير والأصوات له، يحال بالضرورة على لجنة التأديب التي تفصل في ملفه. وأمر وزير الشؤون الدينية والأوقاف المفتشية العامة بالوزارة من أجل تزويد المفتشين الولائيين، على قلتهم، بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، من خلال توفير خدمة الأنترنت، ليكون هناك تواصل فوري، وإرسال التقارير بشكل سريع. وقال الوزير أمام الحضور بأن ''التيار انقطع بيننا ويجب أن يتم إعادته، ولا يمكنني أن تصلني المعلومات والحوادث التي يرتكبها الأئمة عن طريق الصحافة والدرك أو الشرطة''. واعترف المتحدث بأن هناك نقصا في عدد المفتشين على مستوى الولايات، قائلا ''نحن نعاني من نقص فادح في عدد المفتشين، بسبب ترقيتهم وتوجههم للعمل الإداري، ويبلغ عدد المناصب الشاغرة 200 منصب عبر الوطن''. وأضاف الوزير ''سنفتح قريبا مسابقة لتوظيف المفتشين من أجل سد الفراغ، والقيام بالعمل اللازم''. وأبدى المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية، في تصريح ل''الخبر''، غضبه بخصوص سلوكات بعض الأئمة التي لا يقوم المفتشون بالإبلاغ عنها، خصوصا ما تعلق بممارسة بعضهم القمار في المقاهي أو الجلوس في المقاهي بما ينزل من مكانتهم وسط المجتمع.