تابع جمهور كبير بقصر الثقافة، سهرة أول أمس، الليلة ما قبل الأخيرة لتوديع تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، والتي كانت أندلسية خالصة، نشطها كل من الجوق المغاربي للموسيقى الأندلسية بقيادة الموسيقار رشيد قرباص، والمشكل من خمسين عازفا، ينتمون إلى الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية لمدينة قسنطينة بقيادة سميرة قويديرة وجوق مدينة الجزائر بقيادة زروق مقداد وجوق تلمسان بقيادة ياسين حماص. وشاركت من المغرب فرقة ''شباب الأندلس'' من مدينة الرباط، وفرقة ''المالوف والموسيقى الأندلسية'' من مدينة سوسة التونسية. استهلت السهرة بمقدمة موسيقية عزف فيها الجوق المغاربي مقاطع مشالية وتوشية زيدان بتوجيه من رشيد قرباص، ليبدع بعدها الجوق في أداء مقام الأصبعين بتراثيات تونسية أصيلة، مثل ''لحبيبي أرسل سلام.. وكل يوم عسى يجود.. ثم بذمام الهوى.. وسلم على ذلك الحبيب..''. كما تفاعل الجمهور الحاضر بقصر الثقافة مع أداء فرقة ''شباب الأندلس'' المغربية لمقاطع من مقام الحجاز الكبير. وكشف رئيس الجوق المغربي، عادل بن جلون، في تصريح ل''الخبر''، على هامش السهرة، أنه رابع ظهور مشترك في إطار الجوق المغاربي، وأن ''هذا الأداء يذكرنا بتاريخنا وموروثنا الثقافي المشترك''، ومنه الطرب الأندلسي، مضيفا ''بل هناك تقريبا نفس الأحاسيس والانفعالات عند الأداء''، واستطرد مؤكدا ''إن الثقافة قد نجحت فعلا في جمع الشعوب العربية على عكس ما فرقته السياسة''، وهو ما ذهب إليه أيضا الشاذلي بن عافية عازف من فرقة المالوف التونسية والذي صرح ل''الخبر'' أن الجوق حاول من خلال أدائه الموسيقي، أن يشكل تلاحما مغاربيا فنيا ونجح في ذلك بسبب تعدد التقاطعات في الطبوع والكلمات والموسيقى، متمنيا أن تكون للجوق فرص أخرى لتقديم عروض موسيقية بباقي الدول المغاربية، مثل ليبيا وموريتانيا. وقال رئيس الجوق المغاربي، رشيد قرباص، من جهته ل''الخبر''، إن ''الجوق المغاربي امتداد للجوق الوطني الجزائري للموسيقى الأندلسية، معلقا ''إن أهدافه الرئيسة تتمثل في الحفاظ على التراث، ومحاولة فتح باب الاجتهاد والبحث في الموسيقى الأندلسية، حيث اعتبر ''أن الجوق استطاع جمع الشعوب المغاربية ذات التراث المشترك، الذي له منبع وعمق واحد''، مرجعا عدد العازفين الخمسين إلى رمزية العدد وارتباطه بخمسينية استقلال الجزائر.