عنونت صحيفة ''ليبراسيون'' الفرنسية بالبنط العريض على صفحتها الأولى، أمس، ''لوبان تتطابق مع الجمهورية'' مرفقا بصورة الرئيس-المرشح نيكولا ساركوزي بالأبيض والأسود الذي قال هذا التصريح في سياق مغازلة أصوات اليمين المتطرف. ولما سئل ساركوزي عن مغزى العبارة عبر أمواج قناة ''فرانس أنفو'' الإذاعية، قال ''لم أقل هذا تحديدا''. وفي نفس الوقت تحامل على وسائل الإعلام، حيث أضاف ''هذا الإرهاب الإعلامي يجب أن يتوقف''. وواصل مغازلا صاحبة ستة ملايين صوت، قائلا ''إذا سمحت الجمهورية للسيدة لوبان بالترشح ذلك يعني أن حزبها شرعي، إذن لا نلوم الفرنسيين الذين صوتوا لصالحها، ليس هناك تصويت سيئ وآخر جيد''. غير أن عنوان ''ليبرسيون'' كان كافيا لإثارة الفتنة في صفوف الحزب الحاكم. وقد وصف رئيس الحزب فرانسوا كوبي ذلك ''بمحاولة تضليل مفضوحة وغير مقبولة''. واقترح وزير العمل كزافي برتران على الصحيفة ''الطباعة بالبنط الوردي'' في إشارة إلى ''المناورة'' لصالح الحزب الاشتراكي. وقال وزير آخر إن ''حائط برلين لم يسقط في كل مكان''. بينما خصت صحيفة ''لوموند'' افتتاحية أمس لموقف ساركوزي من اليمين المتطرف ووصفته ب''التنازل'' للوبان بانتهاج خطاب ''التخويف''، معتبرة ذلك ''خطأ سياسيا''. ونفى ساركوزي أمس وجود ''اتفاق'' مع اليمين المتطرف، مستبعدا مشاركته في الحكومة في حال فوزه بالانتخابات، لكنه أضاف ''يجب مراعاة التصويت، إذ لا ينبغي غلق الأنف، ثم إن 18 بالمائة من الذين صوتوا لصالح لوبان ليسوا ملكا لها''، في إشارة إلى حديث الناخبين عن الرائحة الكريهة لعنصرية اليمين المتطرف. بالموازاة سجلت الصحف ظهور صحافي محسوب على اليمين المتطرف -هو باتريك بويسون- في طاقم ساركوزي، بل يعد اليوم من أهم مستشاريه، ويعاب عليه توجيه المرشح إلى التخندق في أقصى اليمين. وذلك ما يخشاه مؤسس الحزب آلان جوبي، وزير الخارجية حاليا، الذي قال ''إذا خسر ساركوزي علينا أن نعمل على إنقاذ الحزب من الانهيار''. وقد استاء كثيرا ساركوزي من هذا التعليق وطلب منه التركيز على الدور الثاني. لأن هذا الكلام صدر من أحد الوجوه التي يعتمد عليها في العهدة القادمة إذا فاز بها. إضافة إلى ذلك يرى جوبي أن على ساركوزي البحث عن الأصوات في وعاء الوسط. وقد اقترح -أسبوعا قبل الدور الأول- عرض منصب الوزير الأول على فرانسوا بايرو. ويرى المراقبون أن جوبي الذي التحق متأخرا بطاقم الحكومة وصل إلى مفترق الطرق مع اقتراب موعد 6 ماي. أما مارين لوبان فتصنف هولاند في خانة ''العدو'' وساركوزي في خانة ''الصديق الماكر''، داعية الطرفين ''إلى الكف عن شتم الناخبين الوطنيين''. وفي هذه الآونة، يصطاد هولاند في آفاق واسعة باقتراح ''إصلاحات'' تسمح بحق التصويت للأجانب، لكن سيغولان روايال قللت من حجم الإصلاحات وقالت إنها ليست من الأولويات.