هدد وزير خارجية فرنسا، آلان جوبيه، أمس، النظام السوري باللجوء إلى استخدام القوة العسكرية في حال فشل خطة كوفي عنان، في تأكيد على أن بلاده ستسعى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يُلزم المجتمع الدولي بحسم الوضع عسكريا في سوريا، مشيرا إلى أنه ستتم مناقشة هذا الطرح بحلول الخامس من ماي المقبل، بالموازاة مع عرض مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، تقريره أمام مجلس الأمن. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تجدد تبادل الاتهامات بين السلطات السورية والمعارضة حول الطرف المتسبب في انفجار وقع بمدينة حماة، فبينما تؤكد لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن أطلقت صاروخا من نوع ''سكود'' على مبنى أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا، أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية ''سانا'' أن المبنى كان يؤوي ''جماعة إرهابية مسلحة'' تصنع المتفجرات، في تأكيد على أن الانفجار ناتج عن سوء استعمال لهذه المتفجرات الذي خلف، حسب وكالة الأنباء السورية، حوالي 20 قتيلا، مع العلم أن مدينة حماة عرفت زيارة مندوبين من مراقبي الأممالمتحدة. في هذه الأثناء، عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا في القاهرة لوزراء الخارجية العرب، لمناقشة تطور الأوضاع في سوريا، حيث اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أن التقارير الواردة من سوريا تشير إلى تزايد وتيرة أعمال العنف. من جانب آخر، أعرب العميد الركن، مصطفى أحمد الشيخ، رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، في حوار لجريدة ''الشرق الأوسط'' السعودية، الصادرة أمس، أن الانشقاقات مستمرة على مستوى القيادات في الجيش السوري، مشيرا إلى أن عدد الضباط السامين المنشقين الموجودين في تركيا بلغ تسعة جنرالات و225 ضابط من بقية الرتب، كما قال إن أعداد المنشقين الموجودين في التراب السوري أكثر بكثير، معتبرا أن مهمة المراقبين ''محكوم عليها بالفشل''. وفي سياق ذي صلة، حذر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، سوريا من تكرار الانتهاكات العسكرية لحدود بلاده، معتبرا أن تركيا لن تتوانى في اللجوء للمادة الخامسة من قانون حلف الأطلسي التي تنص على أن ''انتهاك حدود دولة من الحلف تُلزم التحالف بالتدخل''. وعلى صعيد آخر، رفضت الخارجية الروسية التعليق على اتهامات المعارضة السورية بتزويد موسكودمشق بالوقود، حيث ذكرت المعارضة أن العقوبات الأوروبية لم تؤثر سلبا على الجيش السوري، بالنظر لاستمرار حصوله على ما يلزمه من الوقود من روسيا وإيران. وكانت موسكو أكدت أنها لن توقف صفقات الأسلحة المبرمة مع دمشق، بالرغم من حظر دولي على بيع الأسلحة للنظام السوري، الأمر الذي جعل المعارضة تدين ''تواطؤ'' موسكو وطهران في قتل المدنيين، مع الإشارة إلى أن المعارضة السورية تعتزم عقد لقاء في القاهرة، منتصف الشهر المقبل، في محاولة جديدة لتوحيد الصفوف تحت رعاية الجامعة العربية.