دعا بوعلام بن حمودة، الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، أول أمس، بمدينة قصر البخاري بولاية المدية، إلى تشكيل ''ملفات قوية'' حول الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري لوضع السلطات الفرنسية ''أمام مسؤوليتها''. وطلب بن حمودة، بمناسبة إحياء ذكرى الشهداء والمعتقلين بالمركز العسكري للاعتقال ''كامورا'' بقصر البخاري، المؤرخين والباحثين الجامعيين إلى ''جمع كل القرائن والشهادات التي تتعلق بظروف اعتقال آلاف الجزائريين الذين احتجزهم الاستعمار بالقوة، وغالبا دون حكم، في مختلف مراكز الاعتقال التي أنشأها لإرهاب السكان وإجهاض ثورة نوفمبر .''54 وقال بن حمودة، الذي كان معتقلا في هذا المركز (معسكر موران): ''حان الوقت لتشكيل ملفات مدعومة بالقرائن القوية حول التجاوزات المرتكبة ضد الجزائريين خلال تلك الحقبة من تاريخنا، وإجبار السلطات الرسمية الفرنسية على الاعتراف بالطابع الإجرامي لهذه الأعمال''. واعتبر بن حمودة أن هذه الخطوة هي ''الوسيلة الوحيدة'' لتفنيد ''مغالطات'' المدافعين عن الاستعمار ول''دعم'' النشاطات التي بدأت لإجبار السلطات الفرنسية على ''التوبة'' و''الاعتراف الرسمي'' بالطابع الإجرامي للأعمال المرتكبة ضد الشعب الجزائري. وكشف بن حمودة، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، خلال تدخله، عن بعض الوقائع ''القمعية'' و''المدانة'' المرتكبة ضد معتقلي ''معسكر موران''، حيث تطرق في هذا الصدد إلى ''الحالات المتكررة للتعذيب والقتل غير الشرعي''، والتي كان أحد ضحاياها المرحوم عيسات إيدير الذي اعتقل بالقوة وقتل بدم بارد أياما بعد إطلاق سراحه من السجن. وتوضح شهادات بن حمودة أن أكثر من 3000 جزائري، من بينهم العديد من النساء، كانوا يقبعون بهذه السجون ولم يطلق سراحهم سوى بعد الاستقلال. وأضاف أن آلاف الجزائريين الآخرين مروا بهذا المعتقل منذ فتحه سنة 1939 ولم يخرج منه سوى القليل أحياء. للإشارة، حضر الاحتفالات أيضا الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، سعيد عبادو.