كشف مؤنس خمار، المنتج المنفذ ومخرج آخر عمل لوردة الجزائرية، أن الراحلة أصرت على أن تكون المفاجأة التي ستقدمها لجمهورها بمناسبة خمسينية الاستقلال، جزائرية خالصة، تدعو فيها إلى التسامح والحب بين الناس، وتؤدي بصوتها دور الراوي في كليب سينمائي بعنوان ''أيام''، مدته 6 دقائق، صُوّر مع عدد من الفنانين الجزائريين. كنت آخر من عملت معهم وردة في مشروعها للاحتفال بالخمسينية؟ في الحقيقة مشروع آخر أغنية تسجلها وردة الجزائرية، هي إنتاج خاص بها بعنوان ''أيام''، من ألحان بلال الزين. وأراد القدر أن تضع وردة ثقتها في هذا العمل الأخير لها في مخرجين ومنتجين جزائريين شباب، رغم أنها كان يمكن أن تعطيه إلى أي شركة إنتاج عالمية في المشرق العربي. العمل عبارة عن كليب سينمائي وقصص قصيرة مع ممثلين جزائريين، تؤدي فيه وردة دور الراوي، وكان من المنتظر أن نصوّر المرحلة الأخيرة معها بداية من شهر جوان، لكن القدر كان أسرع، وقد تم تسجيل 80 بالمائة من العمل بدونها، وأخذنا المشاهد في كل من بويرة وبجاية، جبال الصومام والجزائر العاصمة. وشارك فيه 12 فنانا من بينهم، حسان كشاش، أحمد بن عيسى، مليكة بلباي، عايدة كشرود، صوفية نواضر، عزيز بوكروني وعدد من الوجوه الجديدة. كيف تم الاتصال بوردة وماذا قالت عن المشروع؟ تربطني صداقة مع ابنها رياض، فقد رأى مشروع العمل ثم اقترحه على المرحومة، وبمجرد أن رأته قالت: ''هذا الكليب لي ليس لمؤنس''. أرادت وردة أن تقدّم العمل كمفاجأة في ذكرى الاستقلال. ويتحدث في 6 دقائق عن موضوع عالمي وتدعو من خلاله وردة الجزائرية إلى الحب والحنان والتسامح بين الناس. أشير فقط أن الكليب السينمائي نوع جديد من الأعمال الفنية، لم يتم تداولها إلا نادرا في الوطن العربي. أكيد أن وفاة وردة ستؤثر على المشروع ؟ كان شرف لي أن أنجز مشروعا مع وردة الجزائرية، لقد أعطت الثقة التي وضعتها وردة الجزائرية دفعة كبيرة لي كمخرج شاب، خاصة أنها ليست مجرد صوت من الأصوات الرائعة، لكن شخصية وطنية صدّرت القضية الجزائرية منذ صغرها، وقد كان لوفاتها صدمة كبيرة لي سواء على الصعيد الشخصي أو العملي، خاصة بالنسبة للمشروع وكل المشاركين فيه. لكن بما أن وردة الجزائرية شاهدت المشروع وأعجبها وآمنت بي كشاب جزائري مبدع، فسأنهيه بإذن الله بكل الوسائل وبالشكل الذي أرادته وسيكون أقلّ ما أقدّمه للراحلة. كيف ستتعامل فنيا وعمليا مع غيابها في الكليب ومتى ستنهي العمل؟ أكيد ستحدث تغييرات، لكن لن يكون الكليب عزاء لوردة، بل سأقدّمه على أنه آخر عمل سجّلته أعتبره أمانة في عنقي. الكليب من المفروض أن يعرض في 05 جويلية، لكن بعد وفاتها صعب جدا أن يتم العمل في وقته، يجب أن أقوم بتغييرات كثيرة ودقيقة في نفس الوقت، كإعادة تنظيم وتوزيع ما قمنا به من تسجيلات ومشاهد ممثلة، وتغيير بعضها بما يتلاءم مع الظرف. لكن سأسعى بكل جهدي ليكون جاهزا في الوقت المناسب. أما عن عرضه ستكون الأولوية للقنوات الوطنية والباقي سيتكفل به ابنها رياض فهو المخول للتصرف فيه، لأن المشروع ملك للراحلة وردة الجزائرية.