تجميد مهام الأمين الوطني السابق كريم طابو و تنحية القيادي سمير بوعكوير قرر المكتب الوطني لجبهة القوى الاشتراكية أمس تجميد مهام الأمين الوطني الأسبق كريم طابو وإنهاء مهام سمير بوعكوير كممثل للحزب في الخارج على خلفية تصريحاتهما في حق قيادة الحزب. وأعلن بيان صادر أمس عن الحزب أن الأمين الوطني للحزب علي العسكري قرر فرض إجراءات تحفظية في حق كريم طابو من خلال منعه من القيام بأي نشاطات في المجلس الوطني للحزب، على أساس ما صدر منه من سلوكات وتصريحات خارج هياكل الحزب في إشارة إلى حواراته الصحفية الصادرة في اليومين الأخيرين. و أعلن الأفافاس عن إحالة طابو إلى لجنة الوساطة و حل النزاعات بالحزب( أي لجنة الانضباط ) لمتابعاته بارتكاب أخطاء من الدرجة الثالثة. و يتابع طابو بتهم عدم احترام أسس و أهداف ومواثيق وقوانين الحزب ، والتقليل من شأن مناضليه وقياداته عبر تصريحاته وكتاباته، والرفض الإرادي لتنفيذ أوامر قيادة الحزب في إشارة إلى تنشيط الحملة الانتخابية ،(كان من معارضي المشاركة رغم كونه ثانيا في قائمة الحزب بتيزي وزو) ، كما يتهم طابو بمصادرة وثائق الحزب دون تحديد نوع الوثائق المعنية ، إلا أن مصادر من الأفافاس أشارت إلى الأمر يتعلق بإخفاء وثائق تتعلق بالتسيير المالي للحزب خلال فترة توليه منصب الأمانة الوطنية بين 2006 و 2012. وتم في وقت سابق تجميد مهام الأمين الولائي لبجاية المحسوب على كريم طابو ، و ينتظر أن تتواصل العملية بالإطاحة بكل الموالين له . وأتهم طابو الأمانة الوطنية الحالية بقيادة علي العسكري بترهيب المناضلين باستعمال رسالة حسين آيت أحمد كسلاح لإسكات النقاش وتغيير خطها السياسي. وقال في تصريح نشرته صحيفة "الوطن" أمس أن ما يعيشه الحزب حاليا ليس تعبيرا عن عدم رضا بل يتعلق الأمر بأزمة و انحراف بالخط السياسي ، وأكد في حوار له لموقع كل شيء عن الجزائر أن القيادة الحالية للحزب قامت بالترحيب بنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أعلن عنها المجلس الدستوري، عوض أن تقوم بإدانة التجاوزات التي سجلت خلال الحملة الانتخابية، وأن تحافظ على استقلال قراراتها، مؤكدا أن إطارات الحزب يشعرون حاليا بخيبة أمل جراء تصرفات القيادة، ويرون أن الأفافاس تحول الآن من حزب معارض يدعو إلى تغيير ديمقراطي سلمي نحو حزب بدء في التطبيع مع النظام. وذهب كريم طابو بعيدا في حديثه عن توجه الحزب حاليا، حين يقول بأن هناك مساع لتحويل الحزب من أي فكرة معارضة راديكالية للنظام وهناك تغييرات كبيرة تحدث حاليا، معتبرا أن قيادة الأفافاس تقود الآن الحزب نحو التطبيع، بغرض المشاركة في التوازنات الداخلية للنظام. وفي رده على تحمل حسين آيت أحمد لجزء مما يحدث داخل الحزب، أكد طابو أن "آيت احمد هو رئيس الحزب، وهو محترم من طرف الرأي العام ومن طرف المناضلين، والتقارير التي تحال عليه غير مكتملة، وليست من الجهة المخولة بتحويل التقارير إليه، فالمجلس الوطني هو الإطار الوحيد المخول له تقييم الحزب وإحالة التقارير على الرئيس، والمجلس الوطني لم يعقد بعد". و في نفس التوجه أعلن سمير بوعكوير القيادي الأسبق الذي أعيد إدماجه في هياكل الحزب عن مواقف مماثلة لطابو. و يسعى بوعكوير لتنظيم ندوة للإطارات تتولى تقييم مسار الحزب وبنيته الهيكلية . وتشير التطورات الحالية أن الأفافاس مقبل على أزمة عنيفة في الذكرى الخمسين لتأسيسه(سبتمبر1963) و أن معركة خلافة زعيمه قد بدأت. وينتظر أن تترك الأزمة الحالية أثارها على الحزب، المقبل على تحدي الانتخابات المحلية والتي يراهن فيها على الهيمنة على معاقله، أمام منافسة شرسة من الارسيدي الذي قرر العودة إلى الوراء قليلا من خلال مقاطعة الانتخابات التشريعية قبل الانقضاض على المحليات المقبلة.