الغرب قال: إن الانتخابات في الجزائر جيدة.. ودليل جودتها أنها لم تؤد إلى نتيجة تذكر، باستثناء إقامة 6 وزراء، وترك الحكومة مشلولة، والبرلمان ساحة للمعتوهين سياسيا! هل حقيقة انتخابات تؤدي إلى هكذا تغييرات لا تحظى بتثمين من الغرب؟! هل الشعب الجزائري يعرف أحسن من بلخادم والغرب؟! إذا قال: إن الانتخابات كارثة ومهزلة؟! كيف تكون الانتخابات كارثة ومهزلة، وقد جمّدت عمل الحكومة المجمّدة أصلا من قبل.. و''هرست'' الأحزاب المهرّسة أصلا؟! في مصر الشقيقة النظام البائس أخذ مؤسسات الدولة كاملة غير منقوصة، والإخوان احتلوا الشارع، والاثنان يتصارعان ويتفاوضان على اقتسام مصر! ومصر الرهينة بين الطاعون والكوليرا تغرق في أوحال نيلها، وسياستها ''منيلة بستين نيلة''! وعندنا السلطة البائسة أخذت مؤسسات الدولة واجتاحتها بالرداءة والفساد، إلى حد أن أصبح وجود الحكومة أسوأ من غيابها، وإجراء الانتخابات أسوأ من عدم إجرائها! هل من الصدفة، في الجزائر، أن النظام يغيّر5 رؤساء من ظرف 20 سنة، ولا نجد بينهم من يحمل فكرة سياسية جيدة تخرج البلاد من الأزمة التي هي عليها؟! وهل من الصدفة أن النظام يغيّر مع هؤلاء الرؤساء الخمسة أكثر من 10 رؤساء حكومة.. وأكثر من 200 وزير، ولا نجد من بين هؤلاء من يحمل الحل لأدنى مشكلة تواجه البلاد؟! هل العجز في هؤلاء الرؤساء ورؤساء الحكومة والوزراء، أم العجز في نوعية هذا السيستام الذي يختار هؤلاء الناس؟! هل رداءة الحكومة والوزراء والنواب تعود، حقيقة، إلى رداءة الأحزاب، أم الرداءة الحقيقية تعود إلى رداءة السيستام الذي أنتج هذه الأحزاب، وينتج، عبر الحكومة والوزراء والمسؤولين والنواب، كل هذه الرداءة التي تزكم رائحتها الأنوف؟! إن سياسة التعيين بالانتخاب للمسؤولين التي يمارسها ''السيستام'' في تعميم الرداءة الفساد على كل من مؤسسات الدولة، هي التي أدت إلى ما نحن فيه.. ولا فائدة ترجى من استبدال ''السيستام'' لمفسدين بمفسدين آخرين، ولرديئين برديئين آخرين، بل الرجاء هو تغيير السيستام نفسه! ويبقى السؤال الجوهري هو: كيف السبيل إلى ذلك.. والجواب على الشعب الجزائري أن يبتكر طريقة ناجحة لتغيير ''السيستام''، الذي أكل البلاد وتآكل، ولم يعد صالحا حتى لتوزيع قفة رمضان على المحتاجين دون فساد! فلا تقلقوا على تعيين الحكومة الجديدة، فعندما يجد ''السيستام'' مفسدين أكفاء ستتشكل الحكومة؟! [email protected]