الجنود صوتوا لأنهم جزء من الشعب الجزائري ألمح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد فايد صالح، إلى تهديدات أمنية كانت تتربص بالتشريعيات الأخيرة، وقال إنها جرت في أجواء سادها الأمن والأمان ''رغم التهديدات الصادرة عن أعداء الشعب''، وزكى فايد صالح الإصلاحات السياسية التي أطلقها الرئيس بوتفليقة ''بعد استعادة الأمن ورفع حالة الطوارئ'' واستعمل مصطلح ''بقايا الفلول'' في وصف الجماعات الإرهابية، و''المقيت'' في وصف الإرهاب. لم تستغرق فترة متابعة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، لاستعراضات عسكرية في قلب أكاديمية شرشال لمختلف الأسلحة، وقتا طويلا، مقارنة باجتماعات عقدها في قلب الأكاديمية مع مسؤولين عسكريين مشرفين على عمليات ''مكافحة الإرهاب'' و''منظومة عصرنة الجيش''، وحل بوتفليقة بالأكاديمية رفقة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، عبد المالك فنايزية، وقيادات عسكرية من وزارة الدفاع، بينهم اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية واللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى والعميد سيدان علي قائد الأكاديمية ووزراء الاتصال ناصر مهل، والسكن نور الدين موسى، والشباب والرياضة الهاشمي جيار. ودافع الفريق أحمد فايد صالح، في محطة من خطاب ألقاه أمام الرئيس بوتفليقة، ضمنيا، عن مشاركة أفراد الجيش الوطني الشعبي، في التصويت في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما فهم ردا على انتقادات طالت المؤسسة العسكرية من قبل أحزاب سياسية حول ما سمي ''التسجيل الجماعي للجنود في القوائم الانتخابية خارج الآجال القانونية''، واصفا أفراد الجيش ب'' جزء لا يتجزأ من شعبهم''، وقال فايد صالح إن الانتخابات جرت في أجواء سادها الأمن والأمان ''رغم التهديدات الصادرة عن أعداء الشعب''، والفضل كما قال ''لله تعالى ثم لتفاني وإخلاص ويقظة أفراد الجيش وكافة أفراد المصالح الأمنية، الذين وفروا الظروف الملائمة لإخوانهم المواطنين، دون تفريط في أداء واجبهم الدستوري الذي يمليه عليهم حق المواطنة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من شعبهم''. وتعهد فايد صالح بأن ''الجيش سيظل منضبطا ومقدسا لمهامه الدستورية، ومتمسكا على الدوام بواجب القيام بها خدمة لبلاده في كافة الظروف والأحوال''، وكان فايد صالح في هذا السياق يتحدث عن تهديدات تربصت بالتشريعيات. وخاض رئيس أركان الجيش في مسائل سياسية تتعلق بمسار تشهده الجزائر منذ عام ونصف، قائلا عن الإصلاحات السياسية التي أطلقها الرئيس بوتفليقة ''دائما في سياق مصلحة الجزائر ومسعى العبور بشعبها إلى بر الأمن والأمان، اندرج نهج الإصلاحات السياسية التي أعلنتم خطوطها العريضة خلال خطاب 15 أفريل 2011 الذي أكدتم فيه على أنه بعد استعادة السلم والأمن وانطلاق برامج تنموية طموحة وبعد رفع حالة الطوارئ يتعين استكمال هذا المسعى ببرنامج إصلاحات سياسية الغاية منها تعميق المسار الديمقراطي''. ولفت مخاطبا الرئيس بوتفليقة إلى أن ''هذا المسار الديمقراطي الذي وجد من لدنكم في خطاب الثامن ماي (خطاب سطيف) عناية شديدة من خلال توجيه نداء للشعب الجزائري الوفي لذكرى شهدائه الأبرار وتضحيات أبنائه من شهيدات وشهداء الواجب الوطني، وفي مقدمتهم أفراد الجيش وكافة الأجهزة الأمنية الذين تصدوا لآلة الموت والإرهاب المقيت، كي تبقى الجمهورية واقفة متوحدة متصالحة قوية شامخة ومتألقة''. ووعد رئيس أركان الجيش بأن ''يبقى الجيش ساهرا على متابعة تضييق الخناق على بقايا الفلول الإرهابية ومطاردة أعوانها من عصابات التهريب والجريمة المنظمة''. وتحدث فايد صالح عن محيط إقليمي يمر ب''مرحلة عصيبة ودقيقة وحساسة، ولاسيما في منطقة الساحل الصحراوي''، ''تستوجب التجند على أكثر من صعيد في سبيل محاصرة كافة تداعيات المرحلة وتأثيراتها السلبية على جهود توفير موجبات السلم والأمن وطنيا وإقليميا''. وقدم فايد صالح تقييما إيجابيا ل''بلوغ رهان إنجاح مساعي تطوير قواتنا المسلحة والارتقاء بقدراتها القتالية وبمستوى جاهزيتها إلى ما يتساوق وعظمة مهامها الوطنية والدستورية، ودافع عن انفتاح المؤسسة العسكرية ''على عمقها الشعبي بفتح أبوابها أمام الطاقات الشابة''. وقلد الرئيس بوتفليقة الرتب ووزع الشهادات على المتفوقين الأوائل من الدفعات المتخرجة، حيث سلم الشهادة للمتفوق الأول من دورة القيادة والأركان، وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي، وسلمه سيف الأكاديمية، وسميت الدفعة باسم المجاهد الراحل بوشعيب بلحاج، كما تابع بوتفليقة استعراضا عسكريا، والبث المباشر لتمارين بيانية نفذت من طرف القوات البحرية.