سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متابعة تضييق الخناق على بقايا الفلول الإرهابية ومطاردة عصابات التهريب والجريمة الفريق أحمد قايد صالح يبرز مكانة الجيش في مرافقة الإصلاحات السياسية وتعزيز الديمقراطية:
حملت كلمة الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، في حفل تخرج 3 دفعات من الأكاديمية العسكرية بشرشال، الكثير من الرسائل الواضحة. وكشفت عن أي موقع تحتله المؤسسة العسكرية في ضرورة التحول الذي تعيشه الجزائر والإصلاحات التي أعلنها رئيس الجمهورية في خطابه التاريخي يوم 15 أفريل 2011، وشرع بعدها في مشاورات مع مختلف الحساسيات السياسية من أجل النظر في اقتراحات تعطيها صلابة ومتانة وتوازنا. وتبين من خلال كلمة الفريق أحمد ڤايد صالح، وهو يشيد برعاية رئيس الجمهورية الدائم للجيش الوطني الشعبي، وحرصه على بلوغه الاحترافية التي تؤهله لمجابهة التحديات، أن هذه المؤسسة لن تبق بعيدة عن الأحداث وسيرورتها.. لكنها تتواجد في صلبها وتتابعها عن قرب، تماما مثلما تقوم به من جهود مضنية لإنجاح مساعي تطوير القوات المسلحة والإرتقاء بقدراتها القتالية، ومستوى جاهزيتها إلى ما يتساوى وعظمة مهامها الوطنية والدستورية... وهناك جملة من الدلائل تؤكد هذه الحقيقة ذكر بها الفريق أحمد ڤايد صالح، وهو يتحدث عن الظرف الذي تم فيه تخرج الدفعات المناسب لاحتفائية نصف قرن من الاستقلال الوطني، وهو مسار طويل ساهم فيه الجيش الوطني الشعبي، وترك بصماته في مختلف أوجه البناء والتشييد، وتحصين السيادة الوطنية. أولها، تجاوب الجيش الوطني الشعبي مع وتيرة الإصلاحات السياسية من أجل ترسيخ الديمقراطية التشاورية المفتوحة على الرأي والرأي الآخر.. وهذه الإصلاحات التي يشمل جوانب منها الجيش الوطني الشعبي الذي يشق طريقه نحو التطور وفق نظرة توافقية بين الحاضر والمستقبل اعتمادا على المحطة التاريخية. ثانيها، الوفاء للنهج المسطر منذ شرارة نوفمبر، المتمثل في الحفاظ على ثمرة الاستقلال والسيادة ومواجهة كل قوى تهدد الوحدة الوطنية والشعبية مهما كانت قوتها وتحدياتها. ثالثا: على هذا الدرب سارت المؤسسة العسكرية وارتقى دورها بأعلى درجة إلى ما اقتضته أهمية الاستحقاقات التشريعية التي أكدت الجزائر أنها أكبر من الحملات المغرضة. وقال عنها الفريق أحمد ڤايد صالح «أنها جرت في أجواء سادها الأمن والأمان وغمرتها السكينة والهدوء، رغم تهديدات أعداء الشعب». وأضاف في نظرة تقييمية للمشهد السياسي المتغير «أن كل ذلك تم، بفضل تفاني وإخلاص، ويقظة أفراد الجيش الوطني الشعبي وكافة أفراد المصالح الأمنية الذين وفروا الأجواء الملائمة لإخوانهم المواطنين من أجل آداء واجبهم الانتخابي في أحسن الظروف، دون تفريطهم في آداء واجبهم الدستوري الذي يمليه عليهم حق المواطنة باعتبارهم جزء لا يتجزأ من شعبهم». رابعا، إن الجيش يظل مقدسا لمهامه الدستورية، متمسكا على الدوائم بواجبه في خدمة الوطن وقوانين الجمهورية.. وعلى هذا الأساس يسير الجيش على تعاليم رئيس الجمهورية لعصرنته وتثبيت أسس بناء قوة تصون الجزائر من المخاطر والتهديدات الإقليمية، يتأتى هذا حسب الفريق أحمد ڤايد صالح، بمنظومة تعليمية وتكوينية تحولت بفعلها المدارس العسكرية منها الأكاديمية لشرشال إلى ورشة حقيقية كفيلة بإنجاح الإصلاحات التي شرع فيها منذ 5 سنوات. والمثال الحي ما يقدمه أشبال الأمة الذين خاضوا السنة الجارية أولى مشاركتهم في شهادة البكالوريا.. وذكر الفريق أحمدڤايد صالح بهذه المسائل في كلمته، مشددا على مواصلة مهام تأمين الأمن والإستقرار على ضوء التهديدات الإقليمية في منطقة الساحل، ومواجهة الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة خاصة بهذه الربوع الجيوسياسية المتغيرة. إنها تحديات تفرض تجند عناصر الجيش الوطني الشعبي على أكثر من صعيد في سبيل محاصرة كافة تداعيات التهديدات الخطيرة وتأثيراتها السلبية على جهود توفير موجبات السلم والأمن وطنيا وإقليميا. وإنها مسؤولية تحمّلها أفراد الجيش الوطني الشعبي الذين لبّوا نداء الواجب الوطني بمرافقة مسعى تهيئة المناخ لترسيخ التجربة الديمقراطية والكثير منهم تصدوا لآلة الموت والإرهاب كي تبقى الجمهورية واقفة متوحدة متصالحة قوية شامخة متألقة.