قايد صالح : “على الجيش التجند أكثر لتوفير الأمن وطنيا وإقليميا" بعد أقل من سنة عن الهجوم الانتحاري الذي هزها في شهر رمضان المنصرم، احتضنت، أمس، الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال حفل التخرج السنوي لثلاث دفعات، أشرف على مراسمه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، كما جرت العادة بنفس المراسم والأجواء الاحتفالية العريقة عراقة الأكاديمية، وبمشاركة أشبال الأمة لأول مرة، الذين اجتازوا شهادة البكالوريا هذه السنة. حضر حفل التخرج عبد المالك ڤنايزية، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اللواء أحسن طافر، قائد القوات البرية، اللواء حبيب شنتوف، قائد الناحية العسكرية الأولى، والعميد علي سيدان علي، قائد الأكاديمية. وحرص الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، في مداخلته الافتتاحية، على تبيان ثقل مهمة المؤسسة العسكرية في استتباب الأمن في ظل الرهانات الأمنية الداخلية والإقليمية التي تعيشها الجزائر، من خلال “متابعة الجيش الشعبي الوطني تضييق الخناق على بقايا الفلول الإرهابية ومطاردة أعوانها من عصابات التهريب والجريمة المنظمة، آخذين في الحسبان مجريات وتطور أحداث المرحلة العصيبة والدقيقة والحساسة التي يمر بها حاليا محيطنا الإقليمي لاسيما في منطقة الساحل الصحراوي” وهو ما يستوجب حسب قايد صالح “التجند على أكثر من صعيد في سبيل محاصرة كافة تداعياتها الخطيرة وتأثيراتها السلبية على جهود توفر موجبات السلم والأمن وطنيا وإقليميا”. كما أشاد رئيس الأركان بالإصلاحات السياسية التي باشرها رئيس الجمهورية و أثنى على خطابه الذي ألقاه في 8 ماي المنصرم بسطيف، لدعوته أفراد الجيش وكافة الأجهزة الأمنية التي تصدت للإرهاب من أجل الحفاظ على وحدة الوطن. وأبرز المسؤول العسكري انفتاح المؤسسة العسكرية “على عمقها الشعبي” واستثمارها في العنصر البشري الشاب، من خلال ترقية قدراته التعليمية والتكوينية وتوفير محيط عملي ومهني وعلاقاتي سليم، يضمن لهم تكيفا صحيحا مع مقتضيات وخصوصيات الحياة العسكرية، الى جانب منحهم الثقة في تقلد المسؤوليات على أكثر من مستوى. وتتكون الدفعات المتخرجة، التي حملت اسم المجاهد المرحوم “بلحاج بوشعيب”، من الدفعة الأربعين من الضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان الذين قضوا سنة دراسية واحدة بالأكاديمية، والدفعة الثالثة والأربعين للطلبة الضباط العاملين من التكوين الأساسي، الذين أنهوا مدة تكوينهم بعد 3 سنوات دراسية، الدفعة الخامسة للتكوين العسكري القاعدي المشترك. وسلم رئيس الجمهورية الشهادة للمتفوق الأول من دورة القيادة والأركان وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأول من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية. وتواصلت مراسم الحفل بتسليم الدفعة المتخرجة من الطلبة الضباط العاملين لراية الأكاديمية للدفعة الموالية تلتها عروض رياضية في القتال المتلاحم والكاراتي والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدون سلاح ثم تشكيل لوحة تمثل خريطة الجزائر والالوان الوطنية التي جاءت معبرة للذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية وحماية حدودها من طرف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني. وقد اختتم الحفل باستعراض عسكري تحت أنغام الموسيقى العسكرية لفرقة الحرس الجمهوري. وتابع رئيس الجمهورية على شاشة عملاقة البث المباشر لتمارين بيانية نفذت من طرف القوات البحرية والمتمثلة في تمارين البحث والإنقاذ في عرض البحر وتمرين في الإخلاء الطبي بواسطة حوامات البحث والإنقاذ على متن سفينة جزائرية.