توفّي عون حرس بلدي أمس الأول، من الذين شاركوا في مسيرة الأحد الماضي التي قمعت في العاصمة، بعد تعرّضه لنزيف داخلي حادّ نتج عن إصابات خطيرة متأثرا بقوة ضخ خراطيم المياه المستعمل من قبل الشرطة حسب المنسق الوطني لأعوان الحرس البلدي. قال المنسّق الوطني لأعوان الحرس البلدي حكيم شعيب ل''الخبر'' إنّ الجهات الوصية مطالبة بفتح تحقيق معمّق حول ظروف وفاة عون الحرس البلدي المسمى ''لصفر السّعيد'' البالغ من العمر 57 سنة والقاطن بولاية عين الدفلى، موضّحا أنّ الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة بعد مقاومته للإصابة طيلة أربعة أيام، حيث تعرّض لنزيف داخلي حادّ متبوع بانتفاخ شديد في جسده، ولم يتمّ تشخيص حالته إلاّ بعد تنقله إلى مكان إقامته بخميس مليانة أين تمّ تحويله للمستشفى، وقال حكيم شعيب إنّ وفاة عون الحرس البلدي أكّدت حقيقة ما تعرّض له المعتصمون من قمع واعتداء من طرف قوّات الأمن التي استغلّت -حسبه- حالة الإرهاق التي انتابت المشاركين في المسيرة بعد قطعهم لمسافة 50 كلم مشيا على الأقدام. نافيا في السّياق، أن يكون أعوان الحرس هم من باشروا رشق قوات الأمن بالحجارة، حيث كانوا في حالة دفاع عن النّفس بعدما فشلوا في الإعراب عن نواياهم السلمية في القيام بالمسيرة والاعتصام، في وقت وجّهت لهم الجهات القضائية تهم التجمهر والتعدي على أعوان القوة العمومية. وأعلن شعيب عن مواصلة أعوان الحرس البلدي لما أسموه ''اعتصام الكرامة''، مسترسلا بالقول ''إنّ المسيرة تحوّلت من المطالبة بالحقوق إلى المطالبة باسترجاع كرامة عون الحرس التي أهدرت من قبل أعوان الأمن الأشقّاء''. وأورد المتحدّث أنّه تقرّر من خلال الاجتماع الأخير الذي جمع أعوان الحرس البلدي رفع دعوى قضائية ضدّ محافظ الشرطة بمنطقة السّمار في العاصمة، إثر تعرّض 45 عونا موقوفا للإهانة والمعاملة اللاّإنسانية مع عدم الالتزام بالإجراءات القانونية للحجز والاعتقال، مشيرا إلى اختفاء 4 من الحرس البلدي ولم يظهر لهم أي أثر لحد الآن.
