اندلع حريق مهول، ظهيرة أمس، بالحي القصديري المعروف باسم حي التيفيس، الواقع بوادي الحدائق، التابع إداريا لبلدية صيادةفيمستغانم، حيث أتت ألسنة اللهيب على 68 كوخا، وعلى كل ما يوجد بداخلها من أمتعة وأثاث، حيث تحولت في لحظات إلى أكوام من الرماد. ولحسن الحظ لم يخلف الحريق، الذي تمكن عناصر الحماية الوطنية من إخماده، أي خسائر في الأرواح أو جرحى، حسب مصدر أمني. ولمعرفة أسباب الحادث، فتحت مصالح الدرك الوطني بصيادة تحقيقا في حيثيات الحريق الذي أتى على الأخضر واليابس. المنكوبون وجدوا أنفسهم في العراء، عرضة لأشعة الشمس الحارقة ولسعات الذباب، تائهين ساعات قبل الإفطار، وليس لديهم حتى قطرة ماء أو قطعة خبز لسد رمقهم، في حين توجه شباب الحي القصديري، وهم في حالة غضب، صوب الطريق الوطني رقم 23، الرابط بين مستغانم وغليزان مرورا ببلديات ماسرى وسيرات وبوقيريط، وقطعوه في وجه حركة المرور، قبل إعادة فتحه من طرف مصالح الدرك الوطني. ثم عاود المحتجون غلق الطريق بالقرب من محطة المسافرين الجديدة، مضرمين النار في العجلات المطاطية، محاولين تنظيم مسيرة في اتجاه مقر الولاية، قبل منعهم من طرف المصالح الأمنية. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، لم يوقف الغاضبون احتجاجهم بالطريق الوطني، مطالبين بإيجاد حل لمعاناتهم، خاصة في هذا الشهر الكريم، بعد أن فقدوا كل شيء. للعلم، فإنها المرة الثانية التي يتعرض فيها هذا الحي لحريق، بعدما أتى حريق مماثل على 60 كوخا منذ حوالي سنة تقريبا. ويعد هذا الحي القصديري النقطة السوداء بعاصمة الولاية، حيث تسعى السلطات لإزالته، بعد إحصاء مجموع 300 عائلة لها الحق في السكن، وقد تم ترحيل، منذ 6 أشهر، 120 عائلة من الحي إلى سكنات اجتماعية بسيدي عثمان، في انتظار ترحيل العائلات المتبقية.