ولد الشيخ أحمد سحنون العام 7091 ميلادية ببلدة ليشانة قرب مدينة بسكرة، توفيت أمّه وهو رضيع، وتولّى والده الذي كان معلّمًا للقرآن الكريم تربيته، فحفظ كتاب الله وعمره 21 سنة، كما تعلّم مبادئ اللغة العربية والشريعة الإسلامية على يد مجموعة من المشايخ والعلماء. في سنة 6391م، التقى لأوّل مرّة مع رائد الإصلاح والنهضة في الجزائر العلامة عبد الحميد بن باديس، وانضم إلى جمعية العلماء وأصبح عضوًا في هيئة تحرير جريدة البصائر. وبعد انتخاب الشيخ الإمام البشير الإبراهيمي لرئاسة جمعية العلماء بعد وفاة الإمام ابن باديس، انتخب الشيخ عضوًا في المجلس الإداري أعلى الهيئات القيادية في الجمعية. أدرك الشيخ منذ اللحظة الأولى حقيقة المستعمر، فكان دائم التّحذير من مكائده والتّنبيه إلى أساليبه. وكان قد كوّن تنظيمًا فدائيًا سريًا انطلاقًا من مسجد الأمة العام3591. وبعد اندلاع الثورة لم يتردد في مساندتها، ما أدّى إلى سجنه العام 6591. وحاول المستعمر استغلال مكانة الشيخ عند الشعب الجزائري وتأثيره فيه، فطلب منه أن يحذّر النّاس من المجاهدين ويبعدهم عن احتضان الثورة ودعمها، فرفض وحُكم عليه بالإعدام، ثمّ أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات لأسباب صحية، فقام المجاهدون بتهريبه إلى منطقة باتنة بالشرق الجزائري ثمّ إلى سطيف ليواصل عمله وجهاده بين أفراد شعبه. وخلال تواجده في السجن، كان مواظبا على متابعة ما يصدره الأستاذ سيد قطب من تفسيره ''في ظلال القرآن'' وكان يقول: ''كان الظلال يخرج من السجن في مصر ويدخل السجن في الجزائر''. بعد نيل الجزائر استقلالها، عيّن الشيخ أحمد سحنون إمامًا خطيبًا بالجامع الكبير بالعاصمة وعضوًا بالمجلس الإسلامي الأعلى. ومن الجهود المباركة التي قام بها الشيخ، محاولته تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية وهي إطار دعوي يجمع كافة أطياف الحركة الإسلامية، لتوجيه العمل الدعوي وتوجيه جهود العاملين بعد توحيدها وتنسيقها لاجتناب التناحر والشقاقات داخل صفوف الحركة الإسلامية، سنة 9891م. انتقل الشيخ إلى رحمة الله، ليلة الإثنين 80 ديسمبر 3002م الموافق ل41 شوال4241 ه، وهو يتألم ممّا وصل إليه حال الجزائر من انهيار وتفكّك وفرقة.