أكد وزير الشؤون الدينية والاوقاف بوعبد الله غلام الله يوم الثلاثاء أن الامام الراحل أحمد سحنون كرس حياته " للجهاد والعلم و ترسيخ الاسلام في عقول الشباب". واوضح غلام الله خلال اشرافه اليوم على تدشين دار القرآن "الشيخ أحمد سحنون" ببلدية بئر مراد رايس (الجزائر العاصمة) أن العلامة الراحل "كان يحلم بإنشاء هذه المدرسة لكونه نشأ في الزاوية و أراد أن ينهي حياته في تعليم القرآن". واضاف ان الايام لم تسعفه ليشهد تدشين هذه المدرسة غير أنه " غرس الفكرة لدى الشباب ممن استفادوا من علمه فواصلوا فكرته و جسدوها من خلال تشييد هذه الدار". وأكد الوزير بالمناسبة التي عرفت أيضا تنظيم يوم دراسي حول شخصية الإمام الراحل أحمد سحنون إحياء ليوم العلم أن هؤلاء الشباب والمحسنين الذين جمعوا الأموال "جسدوا" فكرة تواصل الأجيال التي أرادها المرحوم أحمد سحنون و من سبقه من علماء الجزائر الذين كانوا يريدون للبلاد أن تكون "قلعة للإسلام و للثقافة العربية والأصالة التي تستوجب الإحساس بالانتماء للأمة والمواطنة الحقة". و أضاف ذات المسؤول أن القطاع سيدعم هذه المدرسة الناشئة ب"توفير عدد من المعلمين لتسييرها". و من جهته أكد مدير الشؤون الدينية والأوقاف موسى عبد اللاوي أن هذه الدارالجديدة لتعليم القرآن الكريم "جاءت لتدعم مدارس تعليم و تحفيظ القرآن الكريم بالعاصمة ليصل عددها الى 15 مدرسة" وهي عبارة عن "نواة تدعم القطاع بالمعلمين للقرآن و الأئمة و القيمين في المساجد". أما مدير دار القرآن مراد خيشان فأكد أن عدد المسجلين في هذه الدار "بلغ حوالي 1600 مسجلا من جميع الفئات في تعليم و تحفيظ القرآن و مختلف النشاطات التربوية و العلمية" علما ان هذه المدرسة تضم 30 قسما. و تم بالمناسبة تكريم رفيق الشيخ أحمد سحنون الشيخ الطاهر آيت علجت الذي غاب عن الحفل . و اعتبر الشيخ محمد شريف قاهر رفيق المرحوم في كلمة لخصت خصال و مناقب الفقيد أن الشيخ سحنون كان "رجلا قليل النظير في صدقه ووفائه و كان متفانيا في حب الوطن" داعيا الشباب في الوقت ذاته الى "التعرف الى رجال الجزائر الكبار و الالتفات الى تاريخها الحافل بما يرفع الرأس من مواقف و تراث". ومن ناحيته قال رئيس المجلس العلمي لولاية الجزائر الدكتور عمار طالبي في محاضرة بعنوان "الشيخ أحمد سحنون و دوره في الحركة العلمية في الجزائر" أنه الشيخ سحنون كان "عصاميا و لم يرجو من دعوته الى دين الله الحنيف جزاء و لا شكورا". و عرج المحاضر على مواقف المرحوم خلال سنوات "الفتنة" (العشرية السوداء) و "صموده أمام جميع الانزلاقات و التزامه سبيل الدعوة بفكر مستقل" مشيرا الى "حرصه على تنوير عقول الشباب و ردهم الى جادة الصواب بنبذ العنف و التمسك بالتعاليم الحقة للإسلام". وللاشارة فان الشيخ أحمد سحنون ولد في 1907 ببلدة ليشانة قرب مدينة بسكرة و حفظ كتاب الله و مبادئ اللغة العربية في سن مبكرة و التحق بجمعية العلماء المسلمين في الأربعينيات من القرن الماضي. و شارك في الثورة التحريرية و عين بعد الاستقلال إماما في عدة مساجد بالعاصمة آخرها مسجد أسامة بن زيد ببئر مراد رايس. و قام الفقيد بتأسيس رابطة الدعوة الاسلامية في 1989 لتوجيه العمل الدعوي في الجزائر لاجتناب التناحر و الفرقة لينتقل الى جوار ربه في 8 ديسمبر 2003.