قدمت الحكومة الجزائرية رسميا طلبا إلى السلطات الفرنسية، لاسترجاع مدفع بابا مرزوق المعروف ب''الكونسيلار'' المنصوب حاليا في ميناء برست بفرنسا. وقالت جون إيف لو دوريان، مستشارة بوزارة الدفاع الفرنسية، أمس، ''إن طلبا رسميا أودعته الحكومة الجزائرية مطلع جويلية الفارط لدى وزارة الخارجية لاسترجاع المدفع، ويجري دراسة الطلب''. ولمحت المسؤولة الفرنسية في تصريح لها على هامش مشاركتها في مهرجان ''انترسلتيك'' بناحية لوريان، إلى صعوبة الاستجابة إلى طلب الجزائر، موضحة أن البحرية الفرنسية ''متمسكة بالمدفع الذي يعد من ممتلكات وزارة الدفاع''، دون أن توضح المدة التي تتطلبها دراسة الطلب. وتنادي جمعيات وطنية منها جمعية القصبة ومؤرخون باسترجاع المدفع الأسطوري، من الفرنسيين لما له من مكانة، لكن الحكومات الفرنسية رفضت الطلب، رغم عدم اعتراض بعض المسؤولين على هذه الخطوة. وأعلنت مؤسسة القصبة في أكتوبر الماضي عن حصولها على موافقة السلطات الفرنسية على استرجاع المدفع بمناسبة الاحتفالات بخمسينية الاستقلال، لكنها أعلنت لاحقا أن القضية من صلاحية الدولة الجزائرية. وحسب المؤرخ بلقاسم سعد الله، تم صنع المدفع في عام (1542) ونصب على المرسى احتفالا بانتهاء الأشغال فيه وطوله 25,6 سم ومداه 4872 متر واستعمل في إعدام قنصل فرنسا (لوفاشي) سنة ,1683 حيث وضع في فوهته وقصف إلى البحر ثم تكرر الأمر مع خليفة (لوفاشي) وهو (بيول) سنة 1688 أثناء قصف (دوكيني) قائد أسطول لويس الرابع عشر مدينة الجزائر. وبعد الاحتلال حمله جنود (بريست) على المحيط الأطلسي ونصبوه هناك في إحدى الساحات (27 جويلية 1833) كجزء من غنائم الحملة على الجزائر وبقي إلى يومنا هذا.